تفاعلا مع مستجدات الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة، علم موقعنا أن عددا من القيادات الوطنية للحزب عقدت اجتماعا موسعا ليلة الأحد 28 يونيو لتدارس الوضع الحالي. هذا الاجتماع حضره، حسب مصادرنا، عدد مهم من قيادات الحزب. من ضمنهم حكيم بنشماش ومحمد المعزوز وابتسام العزاوي وخديجة الكور وأحمد التويزي وعدي الهيبة وعبد المطلب أعميار وشيشاوي جمال.وآخرون
وينعقد هذا الاجتماع أياما قليلة فقط بعد مجموعة من الزيارات التي قام بها عبد اللطيف وهبي ومجموعة من قيادات تيار المستقبل لمجموعة من القيادات الوطنية للحزب في محاولة لاستمالتهم وإقناعهم بقبول عضوية المكتب السياسي القادم للحزب.
وقد استنكر المشاركون في هذا الاجتماع، حسب مصادرنا، أسلوب الهروب إلى الأمام الذي ينتهجه الأمين العام الحالي، معتبرين ذلك مناورة مكشوفة تستهدف البحث عن شرعية وغطاء لتمرير مقرراته ، وهي محاولة لتعويم النقاش للهروب من الإجابة على الأسئلة التي تخص تزوير القانون الأساسي الذي صادق عليه المؤتمر الاخير للحزب، والتلاعب لذي حصل في لائحة المجلس الوطني، والشروع في عملية إعادة هيكلة المنظمات الموازية للحزب من طرف مكتب سياسي مصغر غير شرعي ويشتغل خارج إطار قوانين الحزب.
وفي السياق ذاته شدد الحاضرون على موقفهم المبدئي الداعم لوحدة الحزب، والداعي إلى ضرورة فتح حوار داخلي شفاف بين جميع مناضلات ومناضلي الحزب لتوضيح مواقف الحزب من مجموعة من القضايا وفي مقدمتها موقف حزب الأصالة والمعاصرة من الحصيلة الحكومية لحزب العدالة والتنمية لولايتين متتاليتين.معتبرين ذلك شرطا جوهريا لأي نقاش حقيقي.
وقد علمنا أنه خلال هذا الاجتماع تقرر بشكل نهائي عدم التفكير في أي خيار سياسي خارج الحزب، كما تقرر الرد السياسي على وهبي ومجموعته بمبادرات سيتم الإعلان عنها.
وفي اتصال بعبد المطلب أعميار أحد القياديين المشاركين في هذا اللقاء صرح لنا بأن " وهبي يمثل تيارا بعينه، وبأن الخلاف معه، عكس ما يدعيه البعض، خلاف سياسي في الجوهر. ولن نسلم الحزب الذي بنيناه بعرقنا لدعاة الخلافة والتمكين" ، في إشارة منه لحزب العدالة والتنمية.
وأضاف " إننا نعتبر بأن المؤتمر فشل في تقديم عرض سياسي جديد للمغاربة، كما فشل في ربح ورقة المصالحة التي أطلقناها...والتي تم الالتفاف عليها للهيمنة على الحزب بأساليب غير نزيهة..ومن يعتبرنا أقلية عديمة القيمة عليه أن يعيد حساباته، وسنقف في وجه من يريد إفراغ المشروع السياسي للحزب من محتواه بتحويله لمجرد وكالة انتخابية للأعيان وذوي الجاه ..."
