آمنستي" تضحي بـ"الجرذان" وتخرج بيادقها بالمغرب من جحورها

الكاتب : الجريدة24

04 يوليو 2020 - 06:00
الخط :

هشام رماح

رويدا رويدا وكـ"الجرذان"، كما يوصف "الوشاة" في أعراف الخلافات، أخرجت منظمة العفو الدولية بيادقها من جحورها، ليرجموا بلادهم بالغيب بعدما اصطفوا ضده إلى جانب منظمة لا تكتسي من الدفاع عن الحقوق إلا ما خف من ثياب لا تستطيع إخفاء سوءتها، وقد أحرقت مراكب عودتهم لحضن الوطن عن بكرة أبيها.

المغرب خرج جهارا أمام العالم ليتحدى "آمنستي" أن تأتيه بالبراهين التي تثبت ما ادعته في متن تقاريرها المتواترة ضد المملكة، وخرجة المغرب هي محسوبة ومدروسة منطلقها الإيمان بعدالة القضية وبصدق ما يتحراه من قول في هذه النازلة، وواهم من يظن أن ما دفع به المغرب هو محاولة اعتباطية لتحوير النقاش وتغيير دفة الاهتمام.

أي نعم المغرب تحدى "آمنستي" مطالبا إياها بأدلة دامغة تدحض دفاعه، والمنظمة العاجزة عن ذلك، رأت في بيان هؤلاء مقدمة لردها على المملكة، عبر بيان أفادوا من خلاله بأنهم "أُشعروا من لدن مسؤولي تطبيق "واتساب"، وعن طريق منظمة "العفو الدولية" بتعرض هواتفهم للاستهداف عبر تطبيق للتجسس مصدره شركة NSO الإسرائيلية"، قبل أن ترد هي بدورها ببيان لم تنجلي معه سوى حقيقة الحرب القائمة بين المنظمة والشركة الإسرائيلية منذ ما يزيد عن خمسة أعوام.

ومثل الأفعى التي تبتلع ذيلها، لم تجد "آمنستي" بدا من التضحية بمن يخدمون مصالحها داخل المغرب وخارجه من مريدي مشايخ جماعة العدل والإحسان المحظورة، وأبو بكر الجامعي، المدير الأسبق لأسبوعية "لوجورنال" خديم هشام العلوي صحاب ثورة "الكمون" والمؤرخ المعطي والاقتصادي فؤاد عبد المومني، وقد "أمرتهم" بالخروج من جحورهم لنصرتها ببيان لا يسمن ولا يغني بقدر ما يضعهم في حالة شرود.

وسعيا من "آمنستي" لكسب معركتها مع المغرب الذي زجت به لتصفية حساباتها مع شركة "NSO" الإسرائيلية، عمدت إلى ما يصطلح عليه بسياسة الأرض المحروقة، لكن في مواجهة "بيادقها" فقط ليظهر العدو قبل الصديق في ظرفية عصيبة تستلزم تضافر جهود الجميع لتجاوزها.. لكن كل يغني على ليلاه و"ليلى" المارقين الذي انتصروا لـ"آمنستي" ليست غير الأوراق الخضراء التي تغذي حساباتهم البنكية وخلاف ذلك لا يهم.

وبالعودة للحرب بين "آمنستي" وشركة "NSO"، التي تم زج المغرب فيها بتعاون من الـ"بيادق"، نجد أن أولى احتكاك بين الطرفين يعود إلى 24 غشت 2016 من خلال ورشة "مختبر المواطن"، التي تمخض عنها تقرير من 13 صفحة أشارت المنظمة من خلاله إلى أن دولا عديدة تستعمل برمجيات الشركة الإسرائيلية للتجسس على معارضيها مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمكسيك وباناما...

التقرير كان له رد من الشركة الإسرائيلية التي نفت ارتباطها مع أية دولة في إطار أي برنامج يستهدف المعارضين السياسيين، لتتهم بدورها المنظمة باستغلال صفتها وافتعال تقارير مدفوعة لخدمة مصالح شركات منافسة تربطها والمنظمة علاقات استراتيجية تتشابك خيوطها في زواج بين المال و"الحقوق".

إنها حرب متشعبة وبمعارك متعددة وعلى جبهات مختلفة، وإحدى هذه الجبهات المملكة المغربية التي فوجئت بالزج بها عنوة في هكذا ممارسات قذرة، لكن إذا ظهر السبب في أن "جرذانا" هي من جعلت المنظمة تستهل المغرب وترى فيه مطية لربح حربها ضد "NSO" يبطل العجب.

آخر الأخبار