الرئيس الجزائري والمغرب.. حينما يتقن خادم العسكر حيلة "ضربني وبكا.. سبقني وشكا"

الكاتب : الجريدة24

13 يوليو 2020 - 03:29
الخط :
هشام رماح
هوس عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري بالمغرب لا ينقضي، فالرجل تارة أخرى وفي ظرف وجيز لإثارة موضوع الثكنة التي أنشأها المغرب قرب "جرادة" لإيواء الجنود واصفا الأمر بالتصعيد. وفي حوار له مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، حاول الرئيس الجزائري مداراة ما يعتمل في نفوس جنرالات الجزائر تجاه المملكة برمي مسؤولية التصعيد على كاهل الجارة الغربية، في تحريف سافر للوقائع التي تفيد بأن المغرب أعلن صراحة أن المواصفات العسكرية تنتفي عن الثكنة التي تقرر إنشاؤها على بعد 38 كلم من الأراضي الجزائرية.
وإذ يندرج الأمر ضمن مسعى مغربي لإحراج الثكنات من المدن، فإن عبد المجيد تبون حفظ الأسطوانة التي لقنه إياها العسكر الذي أتى به إلى سدة الحكم في الجزائر، ليرددها متى لاحت له الفرصة، غافلا أن التصعيد الحقيقي تباشره بلاده التي لا تنفك عن إجراء مناورات عسكرية على حدودها مع المغرب بالذخيرة الحية.
وكانت الجزائر أجرت مؤخرا آخر مناوراتها العسكرية بالذخيرة الحية تحت إشراف الجنرال السعيد الشنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، تحت مسمى "الدرع 2020" وهو ما يعد في الأعراف العسكرية رفعا لدرجات التأهب إيذانا بالتصعيد ضد المملكة المغربية التي يراها عسكر الجزائر مشجبا يعلقون عليه إخفاقهم في تلبية المطالب التي رفعها الشعب الجزائري في حراكه.
ويلعب الرئيس الجزائري مع المغرب لعبة "ضربني وبكا وسبقني وشكا"، إذ دعا المملكة إلى توقيف بناء الثكنات التي يعشعش في عقله أنها "عسكرية" واصفا الأمر بـ"التصعيد"، متغافلا ما سجله المغرب في صفحة الأخوة بمداد الفخر وهو يمد يده إلى الجزائر دون أن تستجيب الأخيرة للمرامي المرجوة في تذويب الخلافات بين البلدين.
وبدلا من الرد بكل إيجابية مع الدعوة التي أطلقها الملك محمد السادس، للنظام الجزائري لرأب الصدع، آثر تبون تغليب ما يتلقاه من أوامر من العسكر على نداء الضمير، وقرر عدم تفويت الفرص لصب الزيت على النار ولتوسيع الشرخ بين الجارين.. فكيف لا والرئيس التف على مطالب شعب بلاده ليخدم أجندة من حملوه إلى قصر "المرادية".

آخر الأخبار