مقتل سيدة ورضيعها قرب بناية مهجورة بالبرنوصي

الكاتب : انس شريد

24 يونيو 2025 - 07:30
الخط :

في مشهد مأساوي هز مشاعر ساكنة منطقة البرنوصي بالدار البيضاء، عُثر صباح اليوم الثلاثاء 24 يونيو الجاري على جثتين هامدتين لسيدة في وضعية تشرد ورضيعها، بالقرب من مبنى مهجور، في ظروف وصفت بأنها غامضة وتثير الكثير من التساؤلات حول فرضية وقوع جريمة قتل مروعة.

https://youtu.be/UuqfUz8_Wws?si=4VTOsf5HCIqqZn23

واستنفر الحادث مختلف المصالح الأمنية، بعدما توصلت بإشعار من مواطنين بشأن وجود جثتين على جانب إحدى البنايات المهجورة وسط الحي.

وحسب ما أكدته مصادر محلية مطلعة للجريدة 24، فإن المعاينة الأولية للجثتين كشفت عن وجود آثار واضحة لاعتداء جسدي عنيف بواسطة أداة راضة، يرجح أنها حجر كبير، مما رجّح منذ البداية فرضية القتل العمد، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية.

ووفقًا لنفس المصادر، فإن السيدة كانت تعيش حالة التشرد برفقة رضيعها في المنطقة منذ أسابيع، وكانت تقضي لياليها في ظروف قاسية داخل زوايا مهجورة، بعيدًا عن أي تدخل اجتماعي أو صحي، ما يسلط الضوء على هشاشة وضع الفئات المعوزة في الوسط الحضري.

وعلى إثر الحادث، حلت بعين المكان عناصر الأمن الوطني والشرطة العلمية والتقنية، التي باشرت إجراء معاينات دقيقة ورفعت الآثار البيولوجية من مكان الجريمة، كما تم نقل الجثتين إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعهما للتشريح الطبي، الذي من شأنه تحديد طبيعة الإصابات ووقت الوفاة بدقة.

في الوقت نفسه، فتحت الشرطة تحقيقًا معمقًا بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، من أجل جمع المعطيات التي قد تقود إلى الجاني المفترض ودوافع ارتكاب هذا الفعل الإجرامي الشنيع.

وقد أفادت مصادر متطابقة أنه جرى، بعد ساعات من الحادث، توقيف مشتبه فيه رئيسي على صلة بالقضية، حيث ترجح المعطيات الأولية أنه هو من قام بتصفية السيدة ورضيعها عبر توجيه ضربات مميتة بواسطة حجر كبير أثناء نومهما في أحد أركان المبنى المهجور.

الواقعة، التي ربطها كثيرون بانتشار الهشاشة والتشرد في الأحياء الهامشية، أعادت إلى الواجهة تساؤلات مؤلمة حول وضعية النساء والأطفال في وضعيات الشارع، وحول محدودية التدخلات الاجتماعية والإيوائية التي يمكن أن تحمي الأرواح من مصير مماثل.

كما أثارت القضية موجة من الاستياء والغضب في صفوف الساكنة المحلية، التي عبّرت عن صدمتها من الطريقة الوحشية التي تم بها الاعتداء، وطالبت بتسريع التحقيقات وإنزال أقسى العقوبات بالجاني.

وفتحت الحادثة أيضا نقاشا مجتمعيا أوسع حول المسؤولية المشتركة بين مختلف المؤسسات المعنية في التعامل مع ظاهرة التشرد التي تتفاقم في كبريات المدن المغربية، خاصة في ظل غياب حلول مستدامة تدمج البُعد الإنساني والإيوائي والوقائي.

TV الجريدة