حوار مع "الجريدة 24".. خبير في التغذية: النظافة أثناء الذبح ضرورية ويجب تناول اللحوم باعتدال

أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك الذي يتميز بعاداته الغذائية الخاصة، وهي فرصة رائعة للتجمع مع العائلة والأصدقاء، لتناول اللحوم معًا، غير أن الأشخاص قد يواجهون بعض المشاكل الصحية نتيجة لتغييرات في نمط الحياة وعادات التغذية.
وقد يتسبب تناول كميات كبيرة من اللحوم والأطعمة الشهية، في ارتفاع مؤقت في استهلاك الدهون والسكريات، مما قد يؤثر على الصحة، لذا من الهام الحرص على خلق نوع من التوازن الغذائي خلال عيد الأضحى.
وارتباطا بالموضوع حاورت الجريدة 24، لطفي الزغاري، الأستاذ الجامعي المتخصص في التغذية وعلوم الرياضة، الذي كشف عن أهم النصائح لتفادي الاضطرابات الصحية أيام عيد الأضحى، مع طرق مواجهة تعفن وتغير لون لحم الاضحية الى اللون الأخضر، والذي يشكل خطورة على صحة المستهلك.
وإليكم نص الحوار كاملا:
1- كإخصائي للتغذية، ما هي أهم النصائح لتفادي الاضطرابات الصحية أيام عيد الأضحى؟
يعاني أغلب المواطنين خلال أيام عيد الأضحى المبارك من اضطراب في النظام الغذائي، حيث تختفي بعض العادات الغذائية خلال هذه المناسبة الدينية.
وتركز الأسر المغربية بشكل كبير على استهلاك اللحوم الحمراء، وهو ما قد يؤدي إلى عوارض صحية تنجم عن العبء الكبير الذي يحمله الجهاز الهضمي دون سابق إنذار.
أن الاعتماد فقط على البروتين المتواجد في اللحوم الحمراء، قد ينعكس سلبا على صحة المواطن سواء على مستوى القريب أو البعيد لذا وجب خلق نوع من التوازن الغذائي، لتفادي الاضطرابات الصحية.
2- ما هي الكمية الموصى بها من اللحوم التي يمكن تناولها يومياً خلال هذه المناسبة الدينية؟
تناول اللحوم بشكل معتدل يعد جزءاً من نظام غذائي صحي ومتوازن، والكمية الموصى بها من اللحوم تعتمد على عدة عوامل مثل العمر، الجنس، مستوى النشاط البدني، والحالة الصحية العامة.
وحسب ما متعارف عليه دوليا، فإن كميات استهلاك اللحوم الحمراء، يجب أن تتراوح ما بين 200 و500 غرام في الأسبوع، لتجنب مخاطر، قد تؤدي إلى أمراض مثل سرطان القولون أو الجهاز الهضمي.
لذا وجب تناول مجموعة متنوعة من مصادر البروتين، بما في ذلك الأسماك والدواجن والبقوليات والمكسرات والبذور، بدلاً من الاعتماد فقط على اللحوم الحمراء.
3- ما أسباب تعفن وتغير لون لحم الاضحية الى اللون الأخضر، وهل هذا الأمر يشكل خطورة على صحة المستهلك؟
ضمان سلامة اللحوم بصفة عامة وجودة تخزينها يتطلب اتباع مجموعة من الإجراءات الصحية بدءًا من الشراء وحتى التخزين والتحضير.
وتعفن اللحم وتغير لونه إلى اللون الأخضر يشير إلى تلوث اللحم ونمو البكتيريا والطفيليات، وهذه الظاهرة تشكل خطورة على صحة المستهلك إذا تم تناول اللحم المتعفن.
ووجب خلال عيد الأضحى اتباع معايير النظافة أثناء الذبح واستخدام أدوات نظيفة ومعقمة، مع ضرورة تأكد من أن منطقة الذبح نظيفة وخالية من الأوساخ، لتجنب تلوث اللحم بالبكتيريا والطفيليات.
بعد الذبح والسلخ، وجب تجنب وضع الأضحية في الحرارة، مع عدم التأخر في وضع اللحوم بثلاجة لمنع نمو البكتيريا.
وفي حالة ملاحظة أن اللحم قد تغير لونه إلى اللون الأخضر أو ظهرت عليه علامات التعفن، يجب التخلص منه فورًا وعدم تناوله، مع عدم إزالة الجزء المتعفن واستخدام الجزء الباقي، البكتيريا والسموم قد تكون انتشرت في اللحم بالكامل.
وبصفة عامة، وجب على المواطن أن يقوم بشراء اللحوم من مصادر موثوقة ومعتمدة تضمن تطبيق معايير السلامة والنظافة، المتعارف عليها من طرف المكتب الوطني للسلامة الغذائية "أونسا".
4- هل اللحوم تذهب فيتاميناتها بسبب التجميد؟
اللحوم الحمراء هي مصدر غني بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم سواء الفيتامينات أو البروتينات، ولكن وجب تناول باعتدال.
والتجميد يمنع نمو البكتيريا والكائنات الدقيقة التي يمكن أن تؤدي إلى فساد اللحوم، مما يحافظ على سلامتها للاستهلاك.
والتجميد السريع، بعد ذبح الأضحية، يساهم في تقليل من تلف الأنسجة والحفاظ على العناصر الغذائية، خاصة أن عيد الأضحى سيتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
بالإضافة إلى ضرورة تجنب تخزين اللحوم المجمدة لفترات طويلة جدًا، من الأفضل استهلاك اللحوم خلال 3-6 أشهر للحفاظ على الجودة الغذائية.
5- كيف يمكن تحقيق التوازن بين تناول اللحوم والأطعمة الأخرى في العيد؟
تحقيق التوازن بين تناول اللحوم والأطعمة الأخرى خلال العيد، يمكن أن يسهم في تحسين الصحة العامة والاستمتاع بالوجبات بدون الإضرار بالجسم.
ووجب على المغاربة تنويع الأطعمة في الوجبات، لتجنب أضرار استهلاك اللحوم، عبر تناول الخضروات الطازجة أو المطهية كجزء أساسي من كل وجبة، خاصة الخضروات التي تكون غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الفواكه والأسماك وغيرها.
6- هل لديك نصائح خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم؟
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، من المهم اتخاذ احتياطات معينة عند تناول لحوم عيد الأضحى للحفاظ على صحتهم وتجنب أي مضاعفات.
وهذه الفئة مطالبة بتناول اللحوم بكمية قليلة جدا، مع تنويع الوجبات التي يجب أن تشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية.
وما يروج له بعض الخبراء، أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، عليهم تناول الجدي أو الماعز بدلا من الأغنام، غير صحيح.
وجميع اللحوم الحمراء بدون استثناء قادرة على خلق مشاكل في القلب والشرايين، مع الزيادة في نسبة الكوليسترول، إذا تم تناولها بكميات كبيرة، لذا وجب تحقيق التوازن الغذائي لتفادي أي مضاعفات خطيرة.