تغييرات غامضة في المشهد السوداني

الكاتب : وكالات

13 أبريل 2019 - 04:30
الخط :

عبدالباري عطوان

‏حتى كتابة هذه السطور يبدو انه من الصعب على المتابع لتطورات الأحداث المتسارعة في السودان معرفة الأسباب التي أدت الى استقالة الفريق الأول عوض بن عوف بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس العسكري، او تنازله للفريق اول أيضا عبد الفتاح برهان، وقبل اكتمال 24 ساعة من توليه هذا المنصب.

لا نجادل نطلقا في ان الإطاحة بالرئيس عمر البشير كان استجابة للحراك الشعبي، وليس تفضلا ‏من المؤسسة العسكرية، ولكن لماذا هذا التغيير المفاجئ الذي أدى إلى الإطاحة بالفريق بن عوف والأتيان بنائبه برهان، فهل يعود ذلك إلى أن الأول، أي بن عوف، كان وما يزال مدرجا على لائحة العقوبات الأمريكية، وتولى وزارة الدفاع، وكان نائبا للرئيس البشير، اما أن هناك اسبابا أخرى يبدو أنها من أهم الغاز المشهد السوداني الحالي، ونتمنى التعرف عليها.

سؤال آخر لا يمكننا تجنبه وهو عن ترحيب حزب الأمة المعارض الذي يتزعمه‏ السيد الصادق المهدي بالتعاون مع الفريق برهان ومجلسه العسكري الذي قرر تشكيل حكومة مدنية، واختصار المرحلة الانتقالية في أربعة أشهر فقط، وابعد رئيس جهاز المخابرات من السلطة؟

لا نملك معلومات موثقة، ولكن من خلال قراءة لما بين السطور، يمكن القول بأننا نشم رائحة تدخلا امريكيا والحلفاء الخليجيين في الازمة السودانية، وخاصة المملكة العربية السعودية من خلف ستار.

نشرح اكثر ونقول أن الفريق أول برهان كان قائدا للقوات البرية، ومن أكثر الجنرالات قربا من الرئيس البشير، وتأييدا لإرساله قوات سودانية للقتال ‏في الحرب اليمنية بقيادة التحالف السعودي الإماراتي وإدارته.

التأييد الأمريكي للمجلس العسكري انتقل من مرحلة التردد إلى التأييد الواضح بعد الإقالة “الغامضة”  للجنرال بن عوف واستبداله بالفريق أول عبد الفتاح برهان، فهل هذا يعني ان السودان القادم سينال الرضا والمباركة الأمريكية، ويخرج من دائرة العقوبات في الأيام القليلة المقبلة؟ وهل سينضم إلى حلف “الناتو العربي” الذي هو في طور التشكيل؟

تجمع المهنيين طالب باستمرار الاحتجاجات حتى يتم تسليم السلطة إلى حكومة مدنية وعودة العسكر إلى التكنات، ‏وأكد “أن الانقلابيين ليسوا أهلا للتغيير”، وهو موقف مسؤول يعكس تخوفا من وجود أجندات غير معروفة لقيادة المؤسسة العسكرية حتى الآن.

موقف القائد الجديد للمجلس العسكري، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من حرب اليمن ومشاركة قوات سودانية فيها، سلبا أو إيجابية، هو الذي سيجيب عن كل التكهنات والأسئلة التي طرحناها في بداية هذه الافتتاحية، وسيسلط الاضواء على الهوية السياسية والأيديولوجية للمجلس العسكري الجديد..

دولية