حزب زيان.. والاستغلال المقيت لروح عدنان الزكية

الكاتب : الجريدة24

13 سبتمبر 2020 - 04:00
الخط :
عوض أن يصطف محمد زيان وحزبه مع عائلة الفقيد عدنان في مصابها الجلل، كما فعلت بعض الأحزاب السياسية التي لها شعبية وتمثيلية برلمانية، أبى هذا المحامي الموقوف مؤقتا عن العمل إلا أن يقامر بالروح الزكية للقاصر في سوق المراهنات السياسية، ويراهن بها في حلبة التراشقات الكلامية، غير عابئ بآلام الأم الثكلى، ولا الأب الموجوع، ولا العائلة المثقلة بالأحزان.
لقد حضر الحقد الشخصي في البلاغ المنسوب جورا للحزب الليبرالي المغربي، وغابت معه كل تعابير التعزية والسلوان اللذين تحتاجهما الأسرة في هذا الظرف العصيب، وحضرت كذلك الإرادة الذاتية في الانتقام من الشرطة القضائية التي يؤاخذها محمد زيان بجريرة تطبيق القانون في حق نجله في قضية "الكمامات القاتلة"، وانتفت في مقابل ذلك كل مظاهر الاصطفاف والدعم المفروضة في ائتلاف يحمل للأسف طابع الحزب السياسي.
فالمتمعن في بلاغ محمد زيان وحزبه يحق له أن يتساءل: هل أخلف النقيب السابق موعده مع الأخلاق العامة والأدبيات السياسية، وضرب عرض الحائط كل أعراف مهنة المحاماة، عندما حاول تسييس قضية وفاة الطفل عدنان، واستغلالها لقضاء مآرب شخصية، تتمثل أساسا في النكاية ممن اعتقلوا ابنه وساقوه إلى رحاب المحكمة في قضية 66 مليون سنتيم مقابل صفقة الكمامات المزورة أو القاتلة كما وصفتها بعض المنابر الإعلامية.
لقد تكلم المحامي الموقوف في بلاغه السياسي عن اطراد مافيا المخدرات، وتنامي الجرائم، دون أن يرفق ذلك بأية معطيات إحصائية أو مؤشرات رقمية تؤكد مزاعم التنامي وادعاءات الاطراد! وهذا هو منتهى الفشل السياسي والإخفاق الأخلاقي. فالمغرب الذي حجز أكثر من 200 طن من مخدر الحشيش في السنة المنصرمة، وأكثر من ستة أطنان من الكوكايين في الأربع سنوات الأخيرة، لم يكن ليحقق ذلك لولا منظومة أمنية محكمة جعلت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات تعترف بذلك، وتذكر المملكة المغربية، لأول مرة في تقاريرها، بدون أن تذيلها بوصفها الاعتيادي السابق على أنها " أكبر مصدر لمخدر الحشيش".
والمنظومة الأمنية التي يتهمها محمد زيان بالفشل، هي التي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية أبرز حدث يمكن أن يؤرخ للذكرى السنوية لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تم نشر صورة يظهر فيها المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني في جميع الحسابات الرسمية لكتابة الدولة الأمريكية في الخارجية على منصات التواصل الاجتماعي.
والمنظومة الأمنية التي يهاجمها محمد زيان عبر روح طاهرة لطفل قاصر يسمى قيد حياته ( عدنان البريء)، هي التي حظيت وتحظى بإشادة الأجهزة الأمنية الأمريكية والاسبانية والفرنسية والهندية والسيريلانكية والبريطانية وغيرها في مجال مكافحة قضايا الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
فمن نصدق إذن، إشادات الدول العظمى وتهاليل المواطنات والمواطنين المغاربة عند إجهاض كل مخطط إرهابي، أم المزاعم الشخصية للمحامي الكبير جدا في السن.. الملفوفة في بيان حزبي يتم نشره في الفايسبوك بالوكالة من بعض الوسطاء؟ إن أكبر تجليات الفشل هو أن يراهن حزب سياسي برمته على حادث إجرامي معزول لتصريف رسائل شخصية لمنسقه الوطني، وأبشع صور الإخفاق الأخلاقي هي المزايدة بذكرى الطفل عدنان للانتقام الشخصي المطبوع بالرغبة في التطبيع مع الجريمة! فمحمد زيان إنما يناصر ابنه ناصر المتابع قضائيا.
ونافلة القول، أن المحامي الكبير.. طبعا في السن وليس في أشياء أخرى، كان حريا به أن يسأل نجله عن مكامن الفشل الحقيقية لا أن يزايد بروح عدنان الطاهرة. وأكيد أن هذا الأخير كان سيقول له المشكل " فيك آ الواليد"، لأن الشرطة كانت فعالة وهي تباشر تحقيقاتها وتحرياتها التي قادت لتوقيف كل المتورطين العشرة في شبكة الكمامات المزيفة.

غير مصنف