وزير العدل السابق: حمض أحزابنا النووي عصي على مجتمعاتنا الراهنة

الكاتب : الجريدة24

25 نوفمبر 2021 - 10:40
الخط :

*محمد بنعبدالقادر

هل يمكن للنماذج الحزبية الراهنة أن تفرز منظمات فاعلة في مجتمع اليوم؟ بمعنى قادرة على فهم مشكلات المجتمع واقتراح حلول لها، وعلى قيادة مسارات التغيير، وانتقاء أفضل المرشحين، وخوض المنافسة الانتخابية؟

لقد أصبحت خصائص النموذج  اللينيني هي السائدة تقريبا لدى كل التنظيمات الحزبية على اختلاف مشاربها، إذ تحيل هذه الخصائص على نمط جهازاتي يشتغل وفق  آليات المركزية الديمقراطية والترافع المنبري و التواصل العمودي، التي قد تكون مفيدة بالنسبة لحزب يتمحور  تنظيمه حول ذاته و منتخبيه وأطره

غير أن ذلك لن يكون  كافيا بالنسبة لمنظمة سياسية تسعى لتستمد قوتها من دينامية الابتكار والتغيير الاجتماعي.

واضح أن حمض أحزابنا النووي عصي على مجتمعاتنا الراهنة وعلى النموذج الاقتصادي القائم على الإعلام و المعرفة، فإذا كانت هذه الأحزاب مرتاحة في ظل الثقافة التناظرية analogique فإن المجتمع أصبح اليوم رقميا numérique وفقدت بنياته العمودية مركزيتها وفعاليتها أمام اكتساح الشبكات الأفقية اللامركزية لمجالات العلم والاقتصاد والأعمال.

وحيث  أن نظام  النموذج الحزبي هو التراتبية وعصبه الولاء ، فإنه لاشك سيفقد الكثير من حيويته في مجتمع رقمي يعترف بالاستقلالية الذاتية كقيمة مهيكلة لتوزيع السلط، وحيث أن النموذج الحزبي التناظري يختزل تواصله في ترديد الشعار وتوظيف بعض مواقع التواصل الاجتماعي ، فإن الأجيال المتشبعة بالثقافة الرقمية أصبحت متبرمة من المتابعة الخالية من النقد، و شغوفة بالإبداع  والجدال و الاستقلالية، كعناصر مغذية للالتزام السياسي بمفهومه الجديد،

لعلنا نعيش اليوم كثيرا من مظاهر التوتر بين هذين النموذجين، نموذج كلاسيكي تناظري  لازال يقاوم لفرض الولاء والانضباط، ونموذج رقمي جديد ما فتئ يتسلل في صمت إلى ثقافتنا السياسية وأدائنا التنظيمي. فكيف يصير النموذج الآخر ممكنا ؟ ذلكم هو السؤال.

آخر الأخبار