لبنى الجود
يعود الصيد بالكلاب لأكثر من 20 ألف سنة، إذ بدأ البشر بتدجينها و استعمالها نظرا للمهارات المشتركة بينها و بين الطرائد، بهدف إضعاف الفريسة ومحاصرتها كي يتم اصطيادها.
و قد طورت بعض الدول المتقدمة آليات و استراتيجيات شبيهة بتلك التي يتم استعمالها أثناء الصيد بالكلاب، بهدف إضعاف دول منافسة و محاصرتها كي يتم تجميد أو تحجيم أي خطر اقتصادي يهدد مصالحها.
فهي كلاب تأشير Pointers، و التي تتميز بطاقتها العالية و سرعتها و خفة حركتها، وتتمثّل وظيفة كلب التأشير بالعثور على الطرائد وملاحقتها والتأشير إليها، ويكون ذلك من خلال الوقوف ورفع إحدى أرجله لتوجيه الصياد نحو الطريدة.
و كلاب التأشير المستعملة من طرف الدول "الصائدة " نوعان متكاملان :مجموعة من الأفراد المجندين داخل الدولة " المستهدفة "، أو خارجها جغرافيا، و يبقى الأساس هو حملهم لجنسية البل المقصود ، ضمانا لغطاء الشرعية و المصداقية ، و الذين يستعملون تدوينات و فيديوهات ليأشروا إلى ما يعتبرونه مكامن ضعف ، وجب استغلالها .
مجموعة من المنابر الإعلامية المأجورة أو التابعة لمخابرات الدولة " الصائدة" : و هدفها محاصرة البلد المستهدف عبر مقالات متواترة تجعل من التكرار آلية متجاوزة لإخفاء ضعف الحجاج ، و علو صوت النباح و حدته تقنية للفت الإنتباه و ممارسة الضغط .
و هي كلاب صيد تعقبية Trackers، متمثلة في منظمات تسمي نفسها بال"حقوقية" ، تقوم بمهام التتبع و التقاط الإشارات و دراسة الجو العام ، فترفع تقارير تتفاعل معها بسرعة البرق الدول الصائدة ، لتخرج ببيانات ديبلوماسية ، و لتتخذها ذريعة للتوعد بالمعاقبة أو العقاب الفوري بدون أدنى تردد، و يبقى أساس كل هذه المجهودات هي فرض السيطرة و ضمان القدرة على التحكم في الدول التي ترنو إلى فرض استقلاليتها و سيادتها .
يعي المغاربة جيدا ، أن هناك من يحاولون تمرير مغالطات هي بمثابة فرص لمن يحاولون بهمجية تلبس ثوب النضال الحقوقي ، أن يصوبوا أفواه بنادقهم نحو هذا الوطن الأبي ليجهزوا على استقلالية قراره و سيادته على أراضيه .
فكما بالأمس ، حيث استعملت كلاب التأشير للنباح و العويل حول ما يسمونه ب" بيگاسوس " ، بدون أدنى حجة أو دليل ، فتوجه المغرب نحو المحاكم الدولية ليمارس حقه في مقاضاة من يتهمونه قصد تسويد صورته الحقوقية ، قائلا :هاتوا حججكم إن كنتم صادقين
فما كان منهم إلا أن انكمشوا مكتفين بترديد بين الفينة و الأخرى أنينا خافتا جبانا، شبيها بفحيح الأفعى التي أفرغت ما في جعبتها من سم زعاف : بيكاسوس
فإنه الآن و اليوم مستعد أيما استعداد لكشف عورة المتكالبين و لا مجال للرجوع إلى الوراء
عم ... إنه حق ملك البلاد في الإحترام و التوقير بقوة الدستور الذي صوت عليه المغاربة في سنة 2011
كما لرئيس تركيا و ملك الإسبان و ملك البلجيكيين و ملكة بريطانيا الحق في متابعة من يتعدى حدوده بالسب و القذف ... و قد فعلوا
فلا هو أبلق و لا هو أسمر
و لا هي كلاب صيد مسخرة
ستجعلنا نقبل أن يهان تاجنا
و لا هي عبارات منمقة و حملات كلبية مسعورة
ستجعلنا نتخلى عن أصولنا
و أصولنا جذور ضاربة في عمق أرض هذا الوطن ...