الجزائر بلاد... لا دولة!

الكاتب : الجريدة24

15 مارس 2024 - 06:30
الخط :

صالح الغربي

باختصار شديد، إن من يسأل عن أسباب العداوة التي تكنها مستعمرة فرنسا جغرافيا ووريثتها نسبا وصهرا وأقصد الجزائر .

وصدق القائل رحمه الله تعالى " وقلما أبصرت عيناك من أحد إلا ومعناه إن فكرت في لقبه" .

من يسأل عن عداوة هذه البقعة من الأرض لنا وحقدها علينا من المهم أن يعود لدراسة ولا أقول لقراءة تاريخ هذه البلاد ولا أقول الدولة.

فالدولة هي التي تقوم على أسس متينة تهزها أعمدة يقف عليها اعتمادها فإن اهتز عماد من هذه الأعمدة وتصدع فقط تغيب الدولة وتندثر . ويتحكم فيها الرعاع والهمج والسفلة والذين رضعوا حليب أعداء بني جنسهم وسخروهم عبيدا لهم. فأول ما يغيب عن هذه البلاد هو الأمن الذي هو نفق السلم والسلام بين أفرادها .وفي المقابل تهيمن على تلك البلاد ظلمات الخوف والرعب والروع، فلا يرقب القوي في الضعيف إلا ولا ذمة .

فتسفك الدماء وتروع الدهماء ويشرد الأبرياء بل ويتعدى بطشهم إلى جيرانهم وكل قريب منهم

فيسعون جادين مجدين للبطش بجيرانهم وتشريدهم كما فعلوا بشعبهم . فإن لم يقدروا ولم يستطيعوا لا يستكينوا بل يخرجوا سهام الحقد والحسد من كنانة قلوبهم يوجهونها للأرياء من الذين زرعو وأحدثوا عداواة وخصومات معهم ليدكوا حصونهم وهم لا يدرون أنهم يهدمون سقف مكرهم وغيظهم على رؤوسهم هم أنفسهم فلا يأسى احد عليهم .

وإن فشلوا مرة أخرى ولم يوفقوا وهم هكذا في كل مرة ضربوا بآخر سلاح بقي في كنانتهم هو الشيطنة والتحريض مستعملين شراء ذمم المستضعفين من دول أخرى لإقصاء خصمهم، الذي لا تخف عليه حركة من أفعالهم الخائبة الخاسرة.

هذه الأفعال الدنيئة لا يتجرأ على صناعتها وفعلها ثم الإقدام على نشرها إلا ازلام دولة ليس لها تاريخ معتبر مسطر في الدواوين يسرد ماضيها الحسن العطر، تستفيد منه الأمم ويسير على هديه أبناء جنسهم من وطنهم نبراسا لهم للتقدم ببلادهم لتصبح هي أيضا دولة لها مرجع خلقي ومجتمعي يحفظ كرامتها وبصون عزها.

تلكم هي جارة السوء التي أطلقنا عليها هذا الوصف:بلاد... لا دولة.

آخر الأخبار