أمازيغيون يهاجمون الأغلبية والمعارضة بسبب "فرنسة التعليم"

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

24 يوليو 2019 - 04:00
الخط :

أثار اتحاد الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب للمصادقة بالايجاب على مقتضيات قانونية أوردها مشروع قانون الإطار للتربية والتكوين والبحث العلمي، تكرس تدريس بعض المواد في المدرسة المغربية باللغة الفرنسية بدل اللغتين الوطنيتين غضب أمازيغ وآخرين مدافعين عن اللغة العربية.

وفي هذا السياق، استنكرت الرابطة المغربية للأمازيغية، التصويت الإيجابي لأحزاب الأغلبية والمعارضة داخل لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب في إطار مناقشة مشروع القانون الإطار 51.17، على بعض المواد (2 و31 و32).

واعتبرت الرابطة، ذاتها، التي تدافع على القضايا الأمازيغية، أن هذه المواد التي أدرجتها الحكومة ضمن المشروع "مخالفة لروح ونص الدستور، خاصة الفصل الخامس منه".

ونبه المصدر ذاته، في بلاغ، إلى أن "تمرير هذه المواد يمثل تهديدا صريحا للأمن اللغوي الوطني، ويروم التضييق على اللغتين الوطنيتين الرسميتين الأمازيغية والعربية".

واستغربت الرابطة ذاتها "السرعة القياسية التي تصاحب تمرير وتفعيل هذه المواد للتمكين للغة المستعمر، في المقابل التلكؤ في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإدماجها في التعليم وفي مجالات الحياة العامة"، الذي دام داخل البرلمان منذ عهد الحكومة الماضية.

من جانبه، هاجم فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، الأحزاب والفرق البرلمانية التي صوتت لصالح "فرنسة التعليم"، معتبرا أن إقرار هذا النص يجسد خيانة لإرث المغاربة ومستقبلهم.
وهاجم بوعلي في تدوينة على فيسبوك، بالخصوص حزب العدالة والتنمية ولاسيما أمانته العامة التي اتخذت القرار بالتصويت بالامتناع على المواد 2 و31 من مشروع قانون الاطار، وهو التصويت الذي سمح لأحزاب الادارة، بتعبير بوعلي، في تمرير النص وبالتالي الاقرار بتدريس المواد العلمية والتقنية بالمدرسة باللغة الفرنسية بدل العربية أو الامازيغية.
وقال بوعلي "حينما نلوم أو ننتقد أو نعاتب فريق "البيجيدي" فإن الأصابع توجه في الحقيقة ليس لأعضائه، وإنما للأمانة العامة للحزب التي وجهت في قراءتها السياسية التصويت نحو الموقف الحالي".
واعتب رالمتحدث أن التصويت الذي اختاره "البيجيدي" يعد "تنازلا عن ثوابته المؤسسة لشرعية وجوده". وأشار إلى انه يعرف أعضاء فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب "أناس أشد شراسة في الدفاع عن الهوية والدستور، لكنهم وازنوا بين مواقفهم المبدئية وتوجيه الحزب فانصاعوا للأخير. وهنا الخلل والمصيبة. لذا وسمنا موقف البرلمانيين محمد العثماني وأبي زيد بالبطولية في زمن ضياع بوصلة الانتماء وغياب استقلالية القرار السياسي"، يقول بوعلي.

واعتبر رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن التصويت على مشروع قانون الاطار، ولاسيما المواد المثيرة للجدل منه، يشكل "خيانة". وقال في هذا السياق "الخيانة في السلوك واضحة. خيانة المبادئ المؤسسة لهيئتك، خيانة الأصوات التي أوصلتك من أجل أن تعبر عنها وتقول "لا"، خيانة التراث النضالي لرجالات الحركة الوطنية واستعادة تامة للزمن الاستعماري بقيمه وثقافته، خيانة لمستقبل المغاربة الذي أصبح مرهونا بالغير المتخلف أصلا....فلا تطلب من الناس أن يسموا الأشياء بغير أسمائها. ففي الوقت الذي يراهن جيراننا على الانفلات من سطوة"وليدات فرنسا" يعيدها وكلاؤها عندنا بفخر واعتزاز كما فعل أمزازي في تصريحه"، وفق تعبير فؤاد بوعلي.

سياسة