جريمة مؤنثة... شاركت العشيق قتل قريبه

جريمة مؤنثة... شاركت العشيق قتل قريبه

الكاتب : الجريدة24

08 أبريل 2023 - 11:30
الخط :

جريمة مؤنثة... شاركت العشيق قتل قريبه

رضا حمد الله

في ذاك الصباح أشعرت النيابة العامة بوجود جثة رجل في زنقة بحي شعبي. نحو التاسعة إلا ربعا تنقلت عناصر الشرطة القضائية ونظيرتها التقنية والعلمية لعين المكان للقيام بالمتعين. لا أحد من سكان الحي والزنقة تعرف عليه. هو شخص غريب لم تسبق مشاهدته هناك. كما أنه لا يحمل معه أي وثيقة تعريف. الضحية يحمل جرحين في البطن والصدر جهة القلب. كان على بطنه بملابسه الداخلية فقط.

الشرطة لم تعثر على أي دليل مادي يكشف هويته ويقود لقاتله. فرضية قتله بعيدا وجره والتخلص منه هناك، استحضرتها الشرطة واعتبرتها الأصح. من قتله تعمد ذلك لإخفاء معالم العالم. وجرده من وثائقه وملابسه لتضليل العدالة والحيلولة دون الوصول لمن رافقه قبل ذلك، قد يكون خيطا يقود تعقبه لاكتشاف لغز الجريمة. وقبل ذلك التعرف عليه منطلق البحث.

بفشل المعاينات والتحريات الميدانية، اعتمدت الشرطة على البحث العلمي. التحليلات والإجراءات المختبرية، كشفت هويته. هو بائع دجاج عازب في منتصف عقده الثالث، وافد على المدينة من أخرى شمالية. ولمعرفة سبب حلوله لحيث قتل، نسقت الشرطة مع نظيرتها بمسقط رأسه. وتوصلت بمعلومات دقيقة بعد ساعات قليلة من تنسيق البحث.

الضحية كان في زيارة لهذه المدينة، مرافقا لأختهةالمريضة. كانت على موعد مع الطبيب. لقد غادر مسقط رأسه قبل يوم من ذلك. وأخته طريحة الفراش بمصحة في انتظار إجراء عملية جراحية. ودعها بعد الاطمئنان عليها في انتظار زيارتها في اليوم الموالي، لاستكمال ترتيبات علاجها. لكنه لم يعد في ذاك الصباح كما اتفق معها. لم تكن تدري أنه في عداد الموتى وأن الشرطة منكبة على البحث وتسارع وتيرته للوصول للقاتل المجهول.

كان للضحية قريب يقطن بتلك المدينة. واستغل فرصة زيارته لها للاتصال به كي يأويه الليلة. استغلا الظرف لقضاء ليلة حمراء استهلاها بتزجية وقت في الحانة حيث التقى فتاة جميلة وافقت على استكمال مشاركتهما السمر. في الشقة التي يكتريها قريبه، قضوا ما تبقى من ليلتهم أعدوا العدة لها مبكرا باقتناء كمية من قنينات الخمر ومستلزمات السنر الماجن. كان قريبه فرح بحلوله ضيفا. أكرمه واستمر السمر على إيقاع النكت والضحك ومعاقرة الخمر، إلى أن حل موعد النوم.

الفتاة رافقت الضيف برضاها وبمقابل، والخمر والإفراط في تناوله، حفز قريبه على محاولة استمالة ودها. رجلان لا يمكن أن يجتمعا على امرأة في جلسة لعب فيها الخمر بعقليهما. استعراضهما عضلات العشق أمامها، كان متوقعا. كل واحد منهما يريدها له في تلك الليلة. مستضيفهما لم يكن على استعداد أن تدخل شقته فتاة دون أن يكون له فيها نصيب. وانطلقت المناوشات واحتد النقاش وزاد منسوب غضب كل الأطراف.

مستضيفهما بدا أكثر إصرارا على الاستفراد بها. بادلها نظرات الإعجاب وزاد تفاهمها بزيادة ساعات السمر. كان مرحا أكثر من قريبه. ورغبتها مالت إليه. زادت لمساتهما الدافئة وقهقهاتهما بقي الضيف مشدوها لها. وأحس أنها ستفر من يديه بعدما صرف عليها الكثير طمعا في حميمية الفراش. لم يتقبل أن يكون مجرد وسيط جلبها لقريبه لترتمي في حضنه. لم يكن مستعدا للتنازل بسهولة وبساطة عن فريسته، وهو الجائع عاطفيا.

لم تكن الفتاة لتقبل بمشاركها الفراش، غير ذاك الآمن. لذلك مالت لصاحب الشقة متنكرة لمن جاء بها إلى هناك. كلاهما خانا العهد. أما الضيف فأصبح شخصا غير مقبول استمرار وجوده بينهما. هذا ما أحس به قبل أن يجادلهما ويتحول جدالهم إلى غير ما توقعوا. أحس الضيف ب"الحكرة" وتجادل مع مستضيفه بشكل تطور لعراك وتدافع وضرب وجرح أمام أعين فتاة سرقت الود بين قريبين ستفرقهما الرغبة في جسدها.

في تدافعهما سقط المستضيف أرضا وتناول ضيفه سكينا كان يخفيه بين ملابسه تحسبا لكل طارئ خاصة أمام ما يسمعه من ارتفاع معدل الجريمة في مدينة يزورها لأول مرة. أشهره في وجه قريبه الذي أحس بالخطر وتسلح بمطرقة للدفاع عن نفسه. هوى بها على رأسه. الفتاة لم تكتفي بالتفرج. نزعت سلاحه بسقوطه وطعنته في بطنه طعنتين إحداهما جهة القلب. القريبان كانا مصابين لا يقدران على الحركة، وهي استغلت الفرصة للفرار.

ظلا على تلك الحالة مدة قبل أن يستعيد المستضيف وعيه. لم تكن إصابته بنفس خطورة إصابة قريبه الذي لفظ أنفاسه. وفاته وضعته في موقف حرج لا يحسد عليه. لقد وجد نفسه في قلب جريمة ارتكبها وفتاة لا يعرف عنها شيئا. أمام جثة قريبة بكا بحرارة وهو يفكر في طريقة للتخلص منها. واهتدى لضرورة حملها والتخلص منها بعيدا عن الحي. استولى على مبلغ مالي من جيب الضحية، وأخفى أدوات الجريمة في كيس بلاستيكي، وحمل الجثة على متن سيارته لحي بعيد ليتخلص منها أمام باب عمارة قبل أن يعثر عليها مارة.

فعل ذلك وتوجه مباشرة للمحطة الطرقية حيث استقل حافلة أقلته لمسقط رأسه تاركا الجثة في تلك الزنقة. قضى هناك أياما قبل أن يعود أدراجه في وقت كانت الأبحاث تأخرت في الوصول للقاتل. لم يكن يدري أن عيون الأمن تراقب خطواته بعدما اهتدت لمعلومات عن استضافته الضحية. لم يمر وقت طويل على الجريمة، حتى اعتقل المتهم في حانة.

أما الفتاة فظلت في حالة فرار، في غياب خيط رفيع يقود إليها رغم إدلاء الموقوف بأوصافها ومكان تعارفهما. لقد غادرت المدينة، وظلت كذلك سنتين، إلى أن أوقفت في حملة استهدفت بائعات الهوى حيث ستعترف بمشاركتها في جريمة قتل الضيف، لتحال على غرفة الجنايات وتدان ب25 سنة سجنا نافذا لأجل القتل العمد، نفس المدة المدان بها قريبه.

آخر الأخبار