أعلام فاس وعلماؤها…العلامة محمد التاويل شيخ المالكية

الكاتب : الجريدة24

10 أبريل 2024 - 02:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

لا يمكن الحديث عن العلماء المغاربة والفاسيين في العصر الحديث دون ذكر اسم العلامة محمد التاويل ابن قرية عين باردة بجماعة البيبان بتاونات، الذي عاش بفاس ودرس بجامع القرويين من حيث سطع نجمه وعرف ب"شيخ المالكية" لقبا لازمه اعترافا بغزارة علمه في المجال.

وشكل التاويل صاحب عشرات الكتب الفقهية والعلمية جعلت منه واحدا من أبرز العلماء ليس بالمغرب بل في الوطن العربي، بعلاقته الوطيدة مع العلامة الراحل أحمد الغازي الحسيني، حتى أنهما شكلا ثنائيا مميزا في دربهما ومسارهما في طلب العلم وتلقينه لطلاب القرويين.

رأى محمد نور الحياة في قرية عين باردة حيث ازداد في 1934 وحفظ القرآن صغيرا، قبل أن يستقر بفاس طلبا للعلم والحياة وحيث تفقه في علوم النحو والفقه والفرائض والعلوم الأخرى تعلمها ودرسها في جامع القرويين، واستمر استقراره بهذه المدينة إلى أن توفي قبل 9 سنوات.

في جامع القرويين تعلم البلاغة والنحو والفقه والتفسير والحديث والأصول، على أيدي مشايخ كبار لعل أبرزهما العلماء العربي الشامي وامحمد العمراني الزرهوني وأبو بكر كسوس وعبد العزيز بلخياط وغيرهم كثير ممن كان لهم بصمات في حياته العلمية والفقهية طيلة عقود.

في 1957 حصل محمد التاويل، على "العالمية" من جامع القرويين، قبل حصوله على الدكتوراه من جامعة محمد بن عبد الله، وعمل فيهما أستاذا للفقه والأصول موازاة مع عضويته في المجلس العلمي، إلى أن كسب العضوية في اللجنة الملكية الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة.

ومكنته ملكته الفقهية المتينة وخبرته العلمية الدقيقة سيما بقضايا الفقه الحديثة والقديمة، من تبوأ مكانة علمية بارزة حتى أنه أصبح مع مرور الوقت "مقصدا في مجال الفتاوى المنضبطة المحررة على مذهب الإمام مالك"، موازاة مع غزارة إنتاجه العلمي واجتهاده الفقهي المتميز.

وبذكر اسمه تحيلك المكتبات على عدة مراجع وكتب ألفها وفاق عددها 16 كتابا في مجالات فقهية وعلمية مختلفة، لعل أشهرها "الوصايا والتنزيل في الفقه الإسلامي" و"الوصية الواجبة في الفقه الإسلامي" و"خصائص المذهب المالكي" و"منهجية عمر بن الخطاب في الاجتهاد مع النص".

وأفرد بعض كتبه لمواضيع مختلفة ومنها كتابه "مع عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: في حياتها الأسرية ومسيرتها العلمية"، إضافة إلى كتبه "اللباب في شرح تحفة الطلاب" و"شذرات الذهب فيما جد في قضايا النكاح والطلاق والنسب" و"لا ذكورية في الفقه" و"زكاة العين ومستجداتها".

واهتم أيضا بما هو اقتصادي في مجموعة من مؤلفاته، منها "مشكلة الفقر: الوقاية والعلاج في المنظور الإسلامي" و"وأخيرا وقعت الواقعة وأبيح الربا: الفوائد البنكية" و"الشركات وأحكامها في الفقه الإسلامي"، وتدارس أيضا "إشكالية الأموال المكتسبة مدة الزوجية من منطلق رؤية إسلامية".

وامتدت إبداعاته حتى لمجالات علمية كما في كتابه "موقف الشريعة من اعتماد الخبرة الطبية والبصمة الوراثية في إثبات النسب ونفيه" و"زراعة الأعضاء في الفقه الإسلامي"، بعض من مؤلفات كثيرة تركها وأصبحت مرجعا علميا كما كتابه "العذب الزلال في فقه الأموال" وكتب أخرى.

وتميز الرجل بذاكرته القوية وفهمه الثاقب للأمور منذ حفظ القرآن على يد والده الإمام وطوال مساره العلمي حيث تميز على أقرانه طيلة مدة دراسته في القرويين وكان دوما أولا في نتائج كل الامتحانات، قبل أن يسطع نجمه وطنيا وعربيا ليصبح واحدا من أشهر وأهم العلماء في الدين.

آخر الأخبار