" اللايف" أسلوب احتجاجي جديد يغزو المغرب

الكاتب : الجريدة24

29 أكتوبر 2020 - 04:00
الخط :

انتشرت في الأونة الأخيرة مظاهر غريبة ودخيلة عن مجتمعنا، ساهمت في اكتساحها مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى ما تتيحه الأخيرة من خاصيات وتطبيقات، لاسيما منها خاصيات البث المباشر التي باتت الغالبية تستعملها بشكل لافت، لتصبح بذلك ملاذا لنشر الفضائح على الهواء مباشرة، بعدما كانت في السابق حكرا على الصحفيين والإعلاميين، بحكم توفرهم على الإمكانيات الضر رية التي تؤهلهم للبث بجودة عالية ونقل الأحداث في حينها.

وبات من اللافت أيضا، أن تجد وقائع غير أخلاقية منشورة على " اللايف" بقصد أو بدون قصد، منها ما يحتوي على مظاهر إما تحمل في طياتها عنفا معنويا أو جسديا أو خارجة عن الأخلاق العامة، من خلال نشر مقاطع ومشاهد لا يمكن التدخل فيها وحجب ما يتخللها من كلمات بديئة ونابية لا تلائم الجمهور والمتتبعين، خاصة لدى فئة الناشئين، مما يحدث ضجة ويثير الجدل وسط شرائح مهمة من المجتمع.

وقد أصبحت بذلك خاصية البث المباشر التي انضافت حديثا لتطبيقات التواصل الاجتماعي، تستهوي الصغار والكبار دون معرفة سلبياتها والتداعيات الناجمة عنها والتي قد تؤدي إلى السجن، نظرا لأنه لا يمكن إدارتها ومراقبة محتواها، وهنا يوجد مكمن الخطر.

وبعيدا عن الخطورة الأمنية التي تسببه هذه الميزة بالبنايات والمنشأت الحساسية التي يمنع فيها التصوير، أضحت هذه الخاصية تضرب في العمق خصوصيات الغير بسبب سهولة استعمالهما، مما يعد انتهاكا للحياة الخاصة للأفراد، وضربا للحقوق الفردية التي يتعين احترامها وفق المحددات الدستورية والمواثيق الدولية.

وفي هذا الصدد، يستعرض أحمد المتمسك، الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، رأيه في الموضوع بالقول: " إن هذه الظاهرة الاجتماعية تساءلنا عن السبب وراء نجاحها، انطلاقا من حجم المشاهدات واللايكات "، مشيرا إلى أن غالبية مستخدمي هذه التطبيقات من الشباب والنساء من جميع الأعمار، جعل هذه الفئة بالذات تقبل على هذه الميزة بشكل كبير.

وأوضح أحمد المتمسك، أن الإقبال الذي لقيته هذه الخاصيات من طرف النساء، راجع بكونها تتيح لهن فرصة للتعبير عن آرائهن في ظل غياب الإنصات إليهن، ما جعل من مواقع التواصل الاجتماعي، وما توفره لهن من امكانيات للتعبير عن ذواتهن، قبلتهم المفضلة التي يخرجن فيها كل ما يرغب في الافصاح عنه حتى ولو بطرق مبتدلة تنقص من قيمتهن.

وأضاف الباحث السيوسيوجي، أن الأدوات العصرية يمكن أن تييح لهن فتحة للتعبير والتواصل التي يعتبر حاجة من الحاجات الانسانية الضرورية، وهذا ما ذهبت إليه مدرسة "بالتو ألتو "وبالتالي وجد الناس متنفسا تبريريا لهم، دون استعابهم بأن التعبير درجات وهناك مواضع لا تناقش ولا يمكن الحديث عنها عبر الهواء من قبيل الحميمية"، مفسرا هذا الإقبال لغياب كل من المسرح من المدرسة المغربية، والتوعية بالحدود القانونية المتعلقة بالمعلوميات، والتأطير الذي كانت تلعبه الأحزاب في السابق، ما جعل الرغبة في الربح السهل والسريع محرك الأفراد من خلال المنطق الاقتصادي السهل، عبر اعتماد الإثارة إما عن طريق السب أو القذف أو الجنس، وبعض المواضيع التي من شأنها أن ترفع عدد المشاهدات، وذلك في ظل غياب المرجعية المواطنة التي لازالت غير موجودة أو ضعيفة إن صح القول، التي تحث على احترام الغير، على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها أصبحت ملاذا للراغبين في البحث عن الشهرة الواسعة والربح الوفير".

آخر الأخبار