الكنز البرتغالي المخبأ في باطن أرض عاصمة دكالة

الكاتب : وكالات

22 يوليو 2021 - 04:30
الخط :

الصهريج أو الخزان أو المسقاة البرتغالية هو خزان أرضي قديم ومعلم تراثي ثقافي مصنف يقع في مدينة الجديدة في المغرب.

تم بناء الصهريج من قبل البرتغاليين داخل أصوار مدينة الجديدة التي تبعد عن الدار البيضاء جنوبا بنحو 90 كيلو مترا.

وتعد المسقاة البرتغالية من أشهر المعالم التاريخية بالقلعة البرتغالبة مازاغان أو الحي  البرتغالي المشتق من الأمازيغية «إيمازيغن»، التي تم بناؤها عام 1514 للإنسانية من قبل منظمة اليونيسكو لحماية التراث العالمي.

وفُتحت هذه المعلمة التاريخية للزيارة في وجه العموم انطلاقا من شهر ماي 1918م وصُنّفت تراثا وطنيا بظهير 3 نونبر 1919م ثم بظهير 15 أبريل 1924م. وتم تصنيفها سنة 2004 تراثا عالميا.

ويعود بناءها إلى القرن الخامس عشر، حيث كانت في بدايتها عبارة عن مستوع للحبوب ولخزن الأسلحة، قبل ان تتحول إلى خزان للمياه، بعد أشغال التحصين الكبرى التي شهدتها مازكان انطلاقا من سنة 1541م، وذلك من أجل توفير وضمان الماء باعتباره مادة حيوية أيام الحصار والحرب، سيما أن القلعة كانت معرضة لهجمات وحصارات المغاربة.

إذ لم يتوصل الباحثون إلى التعرف بشكل دقيق على تقنية تزويد الخزان بالمياه، وذلك راجع إلى غياب حفريات أثرية، لكن بعض الإشارات التاريخية تدل على وجود بئر خارج أسوار القلعة من الناحية الغربية، كان يزود الخزان بالمياه عبر قنوات باطنية إلى جانب تجمعات الأمطار.

يشتهر الخزان بطبقته الرقيقة من الماء التي تغطي الأرضية بانعكاسات ضوء السقف. تأخذ المسقاة شكل فناء واسع تحت أرضي ذي تصميم مربع الشكل تقريبا (حوالي 34.8م / 33.8م)، مغطى بسقف مشكل من عدة قباب متعاقدة على الطراز الهندسي القوطي مبنية بالآجور المطهي .

ترتفع هذه القباب بعلو 5 أمتار عن سطح أرضية المسقاة، وتستند على 25 من الأعمدة المبنية بالحجارة المنحوتة 12 منها دائري الشكل و13 مربّع الشكل . سقف المسقاة مسطح من الخارج. ولا تتوفر إلا على فتحة واحدة في وسطها، وكان الماء ولم يزل يصل إلى داخل الصهريج عبر قنوات في باطن الأرض تجلبه من العيون ومن المطر عبر تلك الفتحة العليا.وهناك أدراج جانبية بين برجي الرباط والسجن تسمح بالصعود إلى سطح المسقاة عبر بوابة مقفلة اليوم .

في وسط المسقاة نلاحظ وجود مثاب بئر كان في الأصل موجودا فوق سطح المسقاة. وكان خزّان الماء البرتغالي قادرا على استيعاب حوالي 5000 متر مربع من المياه، ويمكن لغاية اليوم ملاحظة آثار الحد الأقصى لمستوى الماء المخزن على الجدران والأعمدة .

كما يمكن ملاحظة وجود ميزاب لتصريف المياه الفائضة إلى خارج المسقاة على مستوى الجدار الكائن بين برجي اللقلاق والرباط. أرضية المسقاة مغطّاة بوحدات طولية من الآجور الأحمر المطهي المتصلة فيما بينها بمادة الرّصاص لمنع التسرّبات المائية. وهي تنحدر في اتجاه وسط المسقاة.

الحي البرتغالي مازاغان

الجديدة أو مازغان مدينة عريقة على شاطئ المحيط الأطلسي بالمملكة المغربية، سبق لها أن حملت عدة أسماء عبر التاريخ. أطلق عليها الرومان “روزيبيس”. تم احتلالها من قبل البرتغاليين في القرن السادس عشر، وقد أطلقوا عليها اسم “مازاغان'' سنة 1506 م.

عمّرها البرتغاليون لمدة 267 سنة تقريبا.فتمكن جيش السلطان سيدي محمد بن عبد الله من تحريرها سنة 1769م وذلك بعد حصار طويل. ولم يقدروا على مواجهة 120 ألفا من الجنود المغاربة الذين ظلوا يحاصرون المدينة، ثم إبرام اتفاق مع السلطان محمد بن عبد الله على مغادرة المدينة بشرط أن لا يتعرضوا للهجوم عند مغادرتها.

لكن بالرغم من ذلك لم يخرج البرتغاليون إلا بعد أن وضعوا كمينا، حيث  انفجرت المدينة بعد أن دخل إليها جنود التحرير، وفي تلك الساعة كان جل سكان المدينة على البواخر في مياه المحيط. لكن الأسوار المتينة والبنايات بالرغم من ذلك ظلت صامدة وهكذا أطلق عليها اسم “المهدومة”، إلى أن أمر السلطان مولاي عبد الرحمان بترميمها وإعادة بناء هذه المدينة سنة 1832م، فسميت بمدينة “البريجة” ثم سميت بعد ذلك باسم الجديدة. وسميت مرة أخرى إبان الحماية الفرنسية بمدينة  مازاغان، وكان الجنرال ليوطي يصفها “دوفيل المغرب”. وبعد الاستقلال تستعيد المدينة اسمها” الجديدة”.

الحي البرتغالي :

بين الأسوار العالية المنيعة على شاطئ المحيط الأطلسي، تبدو المدينة جميلة، موقعها عبارة عن شبه جزيرة. داخل هذا الفضاء توجد تحفة معمارية خلفها الإستعمار البرتغالي عبارة عن منازل وكنائس وأزقة تحمل طابع القرون الماضية، ظل للبرتغال ارتباط روحي بهذه المدينة، وقد نقلوا إليها معالم الهندسة البرتغالية.

وتعتبر “المسقاة” إحدى أهم المعالم التاريخية والسياحية بالمدينة، وتوجد في مركز الحي البرتغالي. كانت عبارة عن ملجأ، احتمى به البرتغاليون الأوائل الذين قدموا إلى المدينة سنة 1502م.

صمّمت المسقاة البرتغالية بشكل هندسي دقيق جعل منها تحفة معمارية متميزة شدّت إليها إعجاب كبار المخرجين السينمائيين العالميين والفنانين التشكليين.

آخر الأخبار