المنـازل الآيلـة للسقـوط .. معضلة تهدد سكان المدينة القديمة

الكاتب : انس شريد

28 فبراير 2019 - 09:35
الخط :

أصبحت ظاهرة البنايات العشوائية تؤرق سكان المدينة القديمة بالدار الببضاء، بكونها معرضة للسقوط في أي لحظة، وقد شهدت في الأونة الأخيرة سقوط مجموعة من المنازل، خلفت عدة خسائر في الأرواح، ويرجع الجميع أن سبب وجود البنايات العشوائية ناتج عن إهمال من طرف مجموعة من الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام بالمغرب.

انتقلنا إلى درب المعيزي المتواجد في المدينة القديمة هناك مجموعة من المنازل تخترقها التشققات، مهددة بالانهيار في أي لحظة فهذا الحي قد شهد منذ شهرين حادثة إنهيار منزل فوق أصحابه خلف مصرع 4 أشخاص من بينهم سيدة مسنة في عقدها التاسع، تم انتشالها من تحت أنقاض المنزل المنهار.

ويظهر لنا من خلال معاينتنا للحي أن من الأسباب الرئيسة في إنهيار المنازل، هي الأمطار المعطى الذي أكدته إحدى القاطنات  داخل درب المعيزي، بقولها “تغمرنا المياه ونصير في مسبح كلما تساقطت الأمطار كلما حل وقت النوم نتوقع أننا سنموت ليلا، إلى درجة أنني أستيقظ أكثر من خمس مرات من النوم” كنقول مع راسي ليوما غادي نموتوا” .

سيدة أخرى تقطن داخل هذا الحي العتيق منذ 24 سنة قالت لنا أن المسؤولين يريدون إخراجنا بالقوة “ مايمكنش حنا ساكنين شحال هاذي هنا ونمشيو نسوكنوا فالعروبية ونعطيوهم 5 مليون “

“إيلا بغاونا نخرجوا من هنا يعطيوني دار فابور”، بهذه العبارات كشفت لنا عن دوافع رفضها الانتقال إلى الشقق الجديدة.

وقال محمد أحد سكان بدرب لمعيزي إنه يسكن منذ 15 سنة في منزل مهدد في أي وقت لإنهيار بسبب هشاشته وأنه معرض للموت في أي وقت هو وعائلته مضيفا “حتى شي واحد مابغا يدير معانا حل بغاونا نخرجوا من هنا و حنا ماعندنا فين سكنوا“.

وتبين من المعاينة التي قمنا بها أن أغلب السكان في المدينة القديمة عاطلون عن العمل، أو أنهم يشتغلون في مهن هامشية، مثل بيع الخضر و الفواكه وفي صيد الأسماك بالمرسة، الأمر الذي يحول دون انتقالهم إلى حي الرحمة، بسبب البعد، ما دفعهم إلى البقاء داخل أسوار المدينة القديمة، وتفضيلهم الموت بين أحضانه.

آخر الأخبار