" نيبا" يبحث عن "كنز البوز" على حساب الطفلة نعيمة

فاس: رضا حمد الله
يبدو بعض أصحاب قنوات يوتوب، كما لو كانوا فقهاء زمانهم يفهمون ويحشرون أنوفهم في كل شيء من أجل رفع عدد المشاهدات وتحقيق البوز والكسب المالي، دون اعتبار للأخلاق وواجب احترام الحالات الإنسانية حيث يركبون على الموجات ويستغلون المٱسي الاجتماعية أبشع استغلال وبطريقة لاإنسانية أحيانا.
عند كل حدث مثير أو مأساة، تراهم يتهافتون بحثا عن البوز ويحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم ولا يفهمون فيه شيئا، لكن يبدون أمام مشاهديهم كما لو كانوا الأفقه بكل شيء، رغم أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطي شيئا.
وما كان حادث مقتل الطفلة نعيمة بزاكورة ليمر دون استغلال بشع من أمثال هؤلاء ممن يتجردون من كل شيء في سبيل رفع نسبة المشاهدات لقنواتهم خاصة أمام كسادها أو تراجعها أو تقلص المواضيع التي يخوضون فيها بطريقة قد تمزج الهزل والضحك في حالات إنسانية تستدعي التضامن والتٱزر وتكثيف الجهود للتخفيف عن الأسر المملوكة.
ماتت نعيمة في ظروف غامضة ما زال البحث جاريا لفك لغز جريمة محيرة، وحار المحققون في ذلك رغم جهودهم المضنية واعتقل من اعتقل وما زال البحث جار عن من شارك في جريمة معقدة. لكن بعض اليوتوبرز دخلوا على الخط بهدف دنيء ودون اعتبار لما تعيشه هذه الأسرة المملوكة من حزن وترقب. غايتهم الربح المادي والرفع من رقم المشاهدات دون اعتبار لإنسانية الإنسان ودون أن يتسلحوا ولو بالقليل من الأخلاق والرزانة والتعقل، على غرار ما نشاهده من فيديوهات متداولة استغلت مأساة عائلة نعيمة لتحقيق البوز.
نيبا الشخص المراكشي المثير للجدل، جند فريقه وسافر لزاكورة من أجل إعداد فيديو متداول حاليا، وظهر بوجه الشخص الناصح والمعزي والمتضامن مع الأسرة المكلومة، ماشفت وجها يخفي حقيقة الهرولة في اتجاه مٱسي الناس للركوب عليها والانتفاع من تداولها وإنتاج تفاهة تسيء للمجتمع والأسرة، عوض الإفادة والاستفادة وإعطاء الإضافة.
اتركوا أمر البحث والتحقيق لكشف كل خيوط جريمة قتل نعيمة، ونقبوا لأنفسكم عن مواضيع تتلاءم وتفاهتكم، عوض أن تحشروا أنوفكم فيما لا يعنيكم.
والرسالة موجهة لنيبا وأمثاله من صناع التفاهة ممن للأسف ينتحلون صفات المحققين والصحافيين، مساهمين في إنتاج تفاهة ضررها كبير على المحتمع، في غفلة من الجميع أو تغاض ممن مفروض تدخلهم لحماية المجتمع من أمثال هؤلاء.