أبرز المكاسب التي حققها المغرب في معركة "الكركرات"

لجأ المغرب إلى السرعة القصوى خلال السنوات الأخير في كسب معركة الصحراء المغربية إزاء النزاع المفتعل من قبل الجارة الشرقية، الجزائر، التي خلقت ما يسمى بجبهة البوليساريو على ترابها بتندوف، وجعلها أداة لمصارعة المغرب.
وخلال المرحلة الأخيرة تمكن المغرب من تحقيق جملة من المكاسب الهامة، خلال السنوات الأخيرة، تمثلت، على الخصوص، في افتتاح 19 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة، تمثل دولا من القارة الإفريقية والآسيوية والأمريكية، وإعلان دول أخرى عزمها على فتح قنصليات عامة في الصحراء المغربية في الأسابيع والشهور القادمة، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وجعل المغرب مدينتي الداخلة والعيون قطبين دبلوماسيين لاحتضان مؤتمرات دبلوماسية دولية وإقليمية على غرار احتضان مدينة العيون في شهر فبراير من هذه السنة للمنتدى الوزاري الثالث” المغرب ودول جزر المحيط الهادي"، الذي يضم 12 دولة إضافة الى المغرب.
كما تم مؤخرا تأكيد الدول الأعضاء في منتدى المغرب ودول جزر المحيط الهادئ في إعلان العيون التاريخي، أن "منطقة الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي". وأن "المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الحل الوحيد والأوحد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".
وبالموازاة مع الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب ، لا يزال يواصل إنجاز مشاريع التنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، لجعل الأقاليم الجنوبية منارة عمرانية وحضارية متميزة، وقطبا للتنمية بالمنطقة، لا سيما من خلال، مواصلة الجهود لتنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، مع استكمال 70% من المشاريع المخطط لها من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأقاليم التي أصبحت تشكل اليوم مركزا تنمويا إقليميا يوفر فرصا اقتصادية لمنطقة غرب إفريقيا بأكملها.
كما واصل المغرب ترسيم الحدود البحرية للمملكة، من خلال تحيين الترسانة القانونية الوطنية المتعلقة بالمجالات والحدود البحرية، لملاءمتها مع السيادة الوطنية للمملكة الكاملة المكتملة في حدودها الحقة، البرية والبحرية، ومع مقتضيات اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة 1982، كما تم إبرام اتفاقيات مع قوى وازنة في المجال الاقتصادي والتجاري يمتد تطبيقها إلى الأقاليم الجنوبية، من بينها وأهمها اتفاقية الشراكة المبرمة بين المغرب والمملكة المتحدة في 26 أكتوبر 2019 والاتفاقية المبرمة مع روسيا في مجال الصيد البحري، وكلها اتفاقيات تدمج منطقة الصحراء المغربية ضمنها.
وفي نفس الوقت يواصل المغرب تنزيل ورش الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي للمملكة، ومواصلة دينامية العمل على سحب الاعترافات بالكيان الوهمي، حيث أعلنت كل من دولة بوليفيا وجمهورية غيانا التعاونية خلال سنة 2020 سحب اعترافهما بالكيان المزعوم. فاليوم 164 دولة لا تعترف بالجمهورية الوهمية.
وفي الشهر الماضي، عمل المغرب على تصحيح الوضع بمعبر الكركرات، عقب التدخل الناجح والحاسم للقوات المسلحة الملكية يوم 13 نونبر الماضي بمعبر الكركرات، وثمنت، في هذا السياق، أزيد من 75 دولة من مختلف مناطق العالم العملية السلمية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، كما ثمنت إعادة فتح معبر الكركرات أمام الحركة المدنية والتجارية.
وكان ختام هذه الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب، اعتراف الادارة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، وقد كرَّسَ القرارَ الإعلانُ الذي وقعه في نفس اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعطائه قوة قانونية تسمح بدخوله حيز التنفيذ فور نشره، وهو ما تم بالفعل إذ نُشِر الإعلان في السجل الفدرالي "Vol 85, No. 241 81329" ، وهو بمثابة الجريدة الرسمية للحكومة الاتحادية الأمريكية. وبالتالي أصبح وثيقة رسمية.
وقد تبع الإعلان الرئاسي أربعة قرارات سيادية بالغة الأهمية، ويتعلق الأمر بالاعتراف بالسيادة المغربية على كامل منطقة الصحراء، ودعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم لقضية الصحراء المغربية، وفتح قنصلية عامة بالداخلة، وتشجيع الاستثمار في منطقة الصحراء المغربية