بعد كساد "متجره السياسي"..بنكيران يعود لـ "دكان" الوعظ والإرشاد

بدا عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة الأسبق وأمين عام حزب العدالة والتنمية، "المكردع" انتخابيا، في "لايفه" الأخير وكأنه يعد العدة لتوديع هذه الدنيا الفانية، والاستعداد للانتقال للآخرة.
بنكيران الذي تحول من وظيفة زعيم حزب سياسي إلى واعظ ديني، نسي المهمة التي أوكلت إليه لإنقاذ حزب قاد الحكومة لولايتين متتاليتين، ومني بهزيمة انتخابية قاسية وتقهقر الى المرتبة الثامنة.
"لايف" بنكيران الأخير، هو بمثابة افتتاح لـ"دكان" سياسي جديد، بعد كساد متجره القديم، وفقدان كافة أسهمه التجارية في بحر السياسة المتقلب.
اختار بنكيران أقصر طريق، للتعبير لإخوانه في العدالة والتنمية، انه فقد البوصلة لإعادة الحزب إلى سابق عهده، وان لا خلاص لهم سوى، سوى اللعب على وتر الخطاب الديني من جديد.
بنكيران الذي تحول إلى مفسر لآيات الذكر الحكيم قبيل شهر رمضان الكريم، نسي بان المجال الديني محفوظ لمؤسسة أمير المؤمنين الحامية للملة والدين، وكان حريا به الا يزاحم خطباء المساجد والقيمين الدينيين في المجال الذي هم فيه بارعون، دون ان يزاحموه هو في المجال الانتخابي.
كان ما أقدم عليه بنكيران سيكون مقبولا ومستساغا، ان هو أعلن اعتزال العمل السياسي، وانه سيتفرغ فقط للوعظ والإرشاد. اما وانه مزال على راس حزب سياسي يتنافس على الظفر بالمقاعد الانتخابية ونيل الحظوة لدى الحكام، فهو، يرتكب مخالفة قانونية، على اعتبار ان قانون الأحزاب المغربية يحظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني.
وظيفة الأحزاب هي إيجاد الحلول واقتراح المشاريع وليس الوعظ والإرشاد..