تدبير الندرة.. أزمة شح مياه الشرب نموذجا

الندرة هي مشكلة اقتصادية أساسية تتمثل في امتلاك البشر لرغبات وحاجات غير محدودة في عالم محدود الموارد.
تنص المشكلة على أن المجتمع البشري لا يملك الموارد الإنتاجية الكافية لتلبية كل حاجات ورغبات أفراده.
وهي تعني أيضا أنه لا يمكن السعي وراء كل أهداف وغايات المجتمع في نفس الوقت، بل يجب المفاضلة بينها.
الندرة بشكل أبسط هي اصطدام رغباتنا غير المحدودة بمواردنا المحدودة.
في علم الأحياء، يقصد بالندرة نقص أو قلة أفراد فصيلة ما. عادة ما تتم حماية هذه الفصائل بقوانين محلية، أو قومية أو دولية للحيلولة دون انقراضها.
اعتبر الماء عبر مختلف الحقب التاريخية، عنصرا متحكما في إنتاج الرخاء والأزمات معا ببلاد المغرب الأقصى.
فقد كانت أمور الحياة لدى العامة تتأثر بندرته، وتتقلب أحوالها تبعا للمناخ والفصول.
والمكانة المتميزة للماء جعلت من تدبيره إحدى الأولويات لدى فئة العامة، كما كان سببا في بروز نزاعات بين أطراف مختلفة.
فبمجرد تأخر الأمطار وتسجيل ندرة في الماء تبدأ بوادر الأزمة منطلقة من ارتفاع الأسعار وصولا إلى المجاعات المتسببة بدورها في نتائج ديموغرافيـة واجتماعية.
وأنتجت النزاعات حول الماء في تاريخ المغرب الأقصى أعرافا وأنظمة استغلال، مكنت من اقتراح حلول للصراعات الفردية والجماعية حول الموارد المائية
والحفاظ على الماء وترشيد استعماله نال نصيبه من الفتاوى، فقد شكلت نوازل المياه موضوعا أساسيا داخل كتب النوازل، وأشارت للمشاكل التي كانت تثار بسبب قسمة الماء، وتحديدا خلال حقبة الجفاف.