أرشيف فرنسا يفضح مؤامرة اقتطاع الصحراء الشرقية من المغرب وإلحاقها بالجزائر

هشام رماح

"الصحراء الشرقية لم تكن جزائرية على الإطلاق، وفرنسا سعت جاهدة لضمها إلى الجزائر حتى تضمن تواجدها عند الحدود مع مالي وتشاد والنيجر" هذا ما تفصح عنه وثائق مودعة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية والذي اطلع عليه "Xavier Driencourt" السفير الفرنسي السابق بالجزائر.

وتناول السفير الذي الفرنسي السابق وصاحب كتاب "اللغز الجزائري"، في برنامج على قناة "Open Box TV"، تاريخ التواجد الفرنسي في الرقعة الجغرافية التي تسمى حاليا بالجزائر، وحاضرها بعدما تحقق فيها هدف الجنرال "شارل دوغول"، بجعلها حديقة خلفية لفرنسا في القارة الإفريقية وخاصة في شمالها.

وقال المتحدث إنه خلال بحثه في أرشيف الـ"Quai D’Orsay"، استطاع الوقوف على ما يؤكد اقتطاع فرنسا لأراضي المملكة المغربية خاصة الصحراء الشرقية لفائدة الجزائر، وهو ما يفسر "الشعور بعدم الرضا الذي ينتاب المغاربة لكونهم تعرضوا لمؤامرة بشأن ترسيم حدود الاستعمار".

ووفق "Xavier Driencourt" فإن بحثه في الأرشيف الفرنسي من أجل إنجاز كتابه الثاني، خاصة فيما يتعلق باتفاقية "Evian"، اكتشف بأن الصحراء الشرقية لم تكن جزائرية البتة، وأنها سلبت من المغرب وألحقت بجارته الشرقية لتحقيق مآرب استعمارية، من لدن فرنسا التي كانت تتطلع لاستدامة بقائها في المنطقة عبر الجزائر.

ومن بين ما عثر عليه السفير الفرنسي السابق في الجزائر على مرحلتين بين أعوام 2008 و2012 و2017 و2020، تفاصيل مقابلة جرت بين الملك الراحل الحسن الثاني والجنرال "شارل دوغول"، في أبريل 1962، هي المقابلة التي جاءت بعد توقيع اتفاقية "Evian" وقبل حصول الجزائر على استقلالها، وخلال المقابلة سأل الجنرال الملك حول الجزائر فكان حصافة العاهل المغربي قادرة للتنبؤ بأنها ستكون "سرطان إفريقيا".

وخلال نفس المقابلة طالب الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، من الجنرال "دوغول" تصحيح ترسيم الحدود بين البلدين، ورد الحقوق لأصحابها، محيلا على أن ما تم اقترافه باقتطاع أراضي المملكة لصالح المقاطعة الخلفية لفرنسا، خاصة الصحراء الشرقية يعد مؤامرة تأتي على مصلحة المملكة المغربية.

وفي تعقيب منه على ما تقدم به السفير الفرنسي السابق في الجزائر، قال "Alain Juillet"، المدير السابق للاستخبارات الفرنسية "DGSE"، والذي استضاف "Xavier Driencourt"، في قناة "Open Box TV" "الصحراء لم تكن أبدا جزءا من الجزائر"، مردفا "يلزمنا أن نقول الحقيقة.. وما زرعناه هناك نحصده الآن.. الجميع غاضبون منا.. لأنهم يعلمون جيدا أن الصحراء لم تكن أبدا جزائرية.. لكن لو لم نفعل ذلك لما كنا هناك أبدا".

ووفق المدير السابق للمخابرات الفرنسية فإن رغبة الجنرال "شارل دوغول" انحازت لضمان تواجد فرنسا في المنطقة ولذلك قرر إلحاق الصحراء الشرقية بالجزائر، بعدما جرى اكتشاف آبار النفط والغاز فيها، وقد كان ينوي جعلها منطقة دولية مشتركة لكن الجزائر استحوذت عليها وانتصرت في الأخير.