التسمم الغذائي يهدد العطلة الصيفية.. هل حان وقت تكوين البائعين وتشديد الرقابة؟

الكاتب : انس شريد

09 يوليو 2024 - 10:00
الخط :

مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإقبال على تناول الطعام خارج المنزل، يواجه الكثيرون خطر التسمم الغذائي الذي يهدد بتحويل العطلة الصيفية إلى تجربة غير سارة.

وتزداد حالات التسمم الغذائي خلال فصل الصيف بسبب تكاثر البكتيريا بسرعة في الأطعمة المكشوفة والوجبات السريعة، ما يعرض صحة الناس لمخاطر كبيرة، خاصة  بعدما تم تسجيل عدد من الحالات في كل من مارتيل وتزنيت ومراكش.

وأصيب نحو 26 شخصا، بتسمم غذائي، يوم الخميس الماضي، بعد تناولهم لوجبات سريعة، داخل أحد المطاعم الشهيرة في شارع “ميرامار” بمدينة مرتيل، الأمر الذي دفع للسلطات بإغلاق المطعم.

ويعد التسمم الغذائي من المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل القيء العنيف والإسهال وحتى الوفاة في بعض الحالات النادرة.

من هنا تتصاعد الدعوات لتكثيف تدريب البائعين في المطاعم وأكشاك الطعام لضمان نظافة الأكل وسلامته، كما تثار تساؤلات حول مدى كفاءة الرقابة التي تمارسها الجماعات المحلية على المطاعم والأسواق، وما إذا كانت بحاجة إلى إعادة تقييم وتعزيز.

وفي هذا السياق، دعت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك إلى اتخاذ تدابير صارمة لتجنب مثل هذه الحوادث.

وطالبت الجامعة بإلزامية ربط الترخيص لمزاولة نشاط بيع المواد الغذائية بشهادة تكوين في الميدان، وتطبيق المراقبة الصحية النصف سنوية لكل عامل في مجال التغذية.

كما دعت إلى تطبيق المرسوم 65-554 بتاريخ 26 يونيو 1967، لمعرفة الوضعية الحقيقية للنسمات الغذائية بالمغرب، وإلغاء المادة 5 من المرسوم الوزاري رقم 473-210 بتاريخ 06 شتنبر 2011، التي تسند مهمة الترخيص للمكاتب الصحية التي تشتغل تحت مسؤولية رئيس الجماعة المحلية، مما يضفي عليها طابع المحاباة السياسية والعائلية.

كما طالبت الجامعة في بلاغها، بوضع لجان الترخيص تحت وصاية السلطة المحلية، وضبط مسار المنتجات الغذائية سهلة التعفن بنظام تتبع محكم.

ومن جهته أعرب المواطنون عن قلقهم إزاء تكرار حالات التسمم الغذائي، حيث قال أحمد، صاحب محل بقالة في الدار البيضاء، خلال حديث له للجريدة 24، "نشهد تزايداً في حالات التسمم الغذائي، وأعتقد أن فرض شهادات تكوين على البائعين خطوة مهمة لتحسين السلامة الغذائية".

من جانبها، قالت فاطمة، ربة منزل، "لا أثق في جودة الأطعمة المباعة في السناكات الشعبية، مؤكدة أن المراقبة الصحية يجب أن تكون أكثر صرامة في فصل الصيف لحماية صحة المغاربة والسياح".

بهذه التصريحات، يعبر المواطنون عن تأييدهم للإجراءات المقترحة، مطالبين بتعزيز المراقبة وتطبيق القوانين بشكل أكثر صرامة لضمان سلامة الأغذية وحماية صحة المستهلكين.

وفي حديثه للجريدة 24، قال أحمد بيوض، الرئيس المؤسس لجمعية “مع المستهلكين”، إن التسمم الغذائي يعتبر مشكلة صحية خطيرة تتطلب تضافر جهود الجهات المعنية لضمان توفير بيئة غذائية آمنة للمواطنين، والتأكد من أن جميع المنشآت الغذائية تلتزم بأعلى معايير الجودة والنظافة.

وأكد بيوض، أن ظهور حالات تسمم في المغرب خلال الفترة الأخيرة يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعّالة لحماية صحة المستهلكين، خاصة خلال العطلة الصيفية عندما يزداد الطلب على الأطعمة والمشروبات.

ومن بين الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية صحة المستهلكين، دعا المتحدث ذاته، إلى ضرورة تكثيف عمليات التفتيش والرقابة الصحية على المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطعمة والمشروبات، من طرف مكتب الوطني للسلامة الصحية، لضمان الامتثال للمعايير الصحية والنظافة، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين لمنع تكرار حالات التسمم.

كما طالب المتحدث ذاته، بضرورة مراقبة معايير الجودة والسلامة الغذائية في جميع مراحل سلسلة التوريد الغذائية، من الإنتاج إلى التوزيع والاستهلاك، يعتبر أمرا مهما.

مشيرا إلى أن عدد من السناكات والمطاعم لجأت خلال عيد الأضحى الماضي في إقتناء كميات كبيرة من اللحوم التي تباع في الشارع، والتي تكون غير صحية نتيجة تعرضها للحرارة، وهو ما يساهم في حدوث حالات التسمم.

وأوضح ذات المتحدث، أنه باتباع هذه الإجراءات، يمكن تعزيز حماية صحة المستهلكين والحد من حالات التسمم الغذائي، مما يضمن تجربة سياحية آمنة ومريحة خلال العطلة الصيفية في المغرب.

آخر الأخبار