مشاريع عملاقة تعزز مبيعات الإسمنت وتضع المغرب في قلب نهضة تنموية غير مسبوقة

الكاتب : انس شريد

02 أغسطس 2024 - 09:30
الخط :

يشهد المغرب زخمًا غير مسبوق في المشاريع الإنشائية والخدماتية في إطار التحضيرات لاستضافة مونديال 2030، مما ينعش قطاع المقاولات المغربية بشكل كبير ويفتح آفاقًا جديدة للنمو والتطوير.

وتشمل هذه المشاريع الطموحة بناء وتجديد الملاعب لتلبية المعايير الدولية، وتطوير البنية التحتية لتعزيز وسائل النقل وشبكات الطرق، بالإضافة إلى إنشاء مرافق فندقية وسياحية حديثة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار المتوقعين.

وسجلت مبيعات الإسمنت في المغرب ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية المشاريع التنموية، حيث أفادت الجمعية المهنية لشركات الإسمنت بالمغرب، في تقريرها الأخير، بأن المبيعات تجاوزت 7.46 ملايين طن عند متم شهر يوليوز الماضي من سنة 2024، أي بارتفاع بنسبة 6.84% مقارنة بالفترة ذاتها قبل سنة.

وأوضحت الجمعية، أنه بالنسبة لشهر يوليوز الماضي وحده بلغت هذه المبيعات 1.189 مليون طن، مقابل 780 طن مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2023، أي بزيادة قدرها 52%.

ومن أبرز المشاريع التي يجري العمل عليها هي تحديث وتجديد الملاعب في مختلف المدن المغربية، لتكون جاهزة لاستضافة المباريات وجذب عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم، على رأسها ملعب "الحسن الثاني الكبير" بالدار البيضاء، وملعب "أكادير الكبير" بأكادير، وملعبي مراكش وفاس، وملعب طنجة، بالإضافة إلى مركب مولاي عبد الله بالرباط.

بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على تحسين شبكة الطرق والنقل العام لتسهيل تنقل الجماهير بين المدن والملاعب، مما يساهم في تقديم تجربة مميزة للزوار.

إنشاء مرافق فندقية وسياحية جديدة يعد جزءًا أساسيًا من هذه التحضيرات، حيث يتم بناء فنادق فاخرة ومنتجعات سياحية حديثة لتلبية احتياجات الزوار وضمان توفير إقامة مريحة ورفاهية عالية. هذه المشاريع تسهم في تعزيز القطاع السياحي وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.

ونجحت عدد من الشركات المغربية المتخصصة في البناء والأشغال والهندسة والتجهيز، في الظفر بالصفقات الخاصة بتجهيز ملاعب مخصصة لاستقبال مباريات نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 وكأس العالم 2030.

هذا النجاح يعكس قدرات الشركات المغربية على تنفيذ مشاريع ضخمة ومعقدة، ويعزز مكانتها في السوق المحلية والدولية.

وتحظى الشركة العامة للأشغال بالمغرب بحصة الأسد في مشاريع التحضير لمونديال 2030، مما يعكس مكانتها الرائدة في قطاع البناء والتشييد.

وتمكنت الشركة من الفوز بعدد كبير من الصفقات الرئيسية، بما في ذلك بناء وتجديد الملاعب والبنية التحتية المتعلقة بالحدث الرياضي الضخم.

وإلى جانب ملاعب كرة القدم، تقوم الشركة المذكورة بمهمة بناء ملعب ألعاب القوى الجديد بمدينة الرباط، بتكلفة تقدر ب554.6 مليون درهم، بحيث ستتجاوز الطاقة الاستيعابية 20 ألف مقعدا.

كما فازت الشركة "sgtm"، بصفقة بناء محطة القطار الجديدة بالرباط، بقيمة ستبلغ 187 مليون درهم.

وستتكون المحطة التي ستنتمي للجيل الجديد، من طابق أرضي بمساحة 4500 متر مربع، مكون من واجهتين، حيث ستنتهي الأشغال قبل إنطلاق كأس أمم إفريقيا 2025.

كما هناك مشاريع تنموية ضخمة بالصحراء المغربية تجعل الداخلة بوابة الاستثمارات الإفريقية، لتساهم في إنعاش قطاع مواد البناء، أهمها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الواقع بجهة الداخلة – وادي الذهب، جنوب المملكة المغربية، حيث بلغت أشغالها نسبة 20 بالمائة.

ويندرج هذا المشروع، ضمن برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بالعيون، سنة 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، وهو بمثابة خارطة طريق ترتكز في مضمونها على استراتيجية النهوض بالتنمية على مستوى الجهة والمملكة، حيث سينتهي المشروع بنهاية سنة 2028.

هذا الزخم الكبير في المشاريع الإنشائية يعزز مكانة المغرب، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.

مع الفوز بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030، يبدو أن المغرب ماضٍ بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مستقبلية مشرفة تلبي طموحات الشعب المغربي وتبرز قدراته على الساحة العالمية.

آخر الأخبار