صفقات مشبوهة ورفض استدعاء رئيس الكاف.. تطورات مثيرة في قضية "إسكوبار الصحراء"

في تطور جديد لقضية "إسكوبار الصحراء" المثيرة للجدل، رفضت النيابة العامة استدعاء رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم السابق، أحمد أحمد، وأحمد بن براهيم المالي المعروف بـ"إسكوبار الصحراء"، كشهود في القضية.
ويأتي قرار النيابة يأتي بعد طلب تقدم به دفاع المتهم سعيد الناصيري، الذي يتابع بتهم تتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات، حيث رأى الدفاع في شهادات أحمد أحمد والمالي عاملًا محوريًا يمكنه أن يكشف خيوط هذه القضية المعقدة.
واستندت النيابة العامة في رفضها إلى أسباب إجرائية؛ فبالنسبة لأحمد أحمد، أوضح الوكيل العام أن استدعاءه سيكون معقدًا نظرًا لعدم كونه مغربيًا، فيما أُرجع رفض استدعاء المالي إلى أنه يعتبر طرفًا مدنيًا في القضية، ما يمنعه قانونيًا من الشهادة.
وقدم دفاع الناصيري، وثائق يزعم أنها تؤكد تلقي موكله مبلغًا ماليًا من أحمد أحمد بهدف شراء عقار في كاليفورنيا.
وفي المقابل، شدد الوكيل العام على ضرورة تقديم أدلة قاطعة تثبت ملكية هذا العقار لأحمد أحمد، كشرط أساسي لقبول هذه الرواية.
ولم يتوقف رفض الاستدعاءات عند أحمد أحمد والمالي؛ فقد رفضت المحكمة أيضًا استدعاء مدير سجن الجديدة، المتهم بالسماح للمالي باستخدام هاتف محمول، والأمين العام لمجلس النواب، على خلفية استخدام شارات المجلس في سيارات المتهمين.
على الرغم من هذه القرارات، استمرت النيابة العامة في تقديم بعض التنازلات، إذ وافقت على طلبات الاطلاع على محاضر الشرطة القضائية، شرط موافقة رئيس غرفة الجنايات، ما يعكس حرصها على احترام توازن الأدلة والضوابط القانونية.
وفي خطوة أخرى، صرّح دفاع عبد النبي بعيوي، أحد المتهمين، بضرورة استدعاء المالي أحمد بن براهيم، حيث وصفه بأنه "العمود الفقري" لهذه القضية، مشيرًا إلى شهاداته المتناقضة خلال التحقيقات، والتي أدلى بها مرات عديدة بصفات مختلفة، ما يعزز، حسب الدفاع، أهمية شهادته لتوضيح جوانب غامضة في الملف.
وفي سياق آخر، يبرز اسم جديد في القضية، هو الشاهد "عبد الواحد. غ"، الذي وصفه دفاع الناصيري بـ"شخصية محورية"، نظرًا لتورطه في ما يُعرف بـ"العشاء العجيب"، الذي يدّعي المالي وزوجته المطربة لطيفة رأفت أنهما عقدا فيه قرانهما في عام 2013.
ويعتقد دفاع المتهم، هذا العشاء كان مسرحًا لصفقات مشبوهة بين الأطراف المعنية، ما يعزز من أهمية استجوابه.
وقررت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، رفع جلسة محاكمة المتهمين فيما يعرف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء” إلى الجمعة المقبل.