ألمانيا وفرنسا تدخلان سباق تطوير النقل السككي في المغرب استعدادًا لمونديال 2030

في خطوة تعكس طموح المغرب المتزايد ليصبح مركزًا رياديًا في البنية التحتية المتطورة والنقل السريع، أعلنت المملكة عن مشاريع ضخمة لتعزيز شبكة النقل العام، خصوصاً في النقل السككي، استعداداً لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 بالشراكة مع البرتغال وإسبانيا.
هذه الجهود لا تستهدف فقط تحسين تجربة النقل الداخلي، بل تسعى لتحويل المغرب إلى مركز جذب سياحي واستثماري متكامل عبر ربط المدن الرئيسية بشبكات نقل حديثة وفعالة.
في قلب هذه التحولات، فازت شركة "فوسلو" الألمانية، المتخصصة في تكنولوجيا البنية التحتية للسكك الحديدية، بصفقة ضخمة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب لتوريد أنظمة تثبيت السكك الحديدية بتكلفة تُقدّر بـ75 مليون يورو.
بحسب إعلان الشركة، من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في 2024 وتستمر حتى 2028. وتشمل الصفقة توريد مفاتيح ومكونات السكك الحديدية بقيمة 50 مليون يورو حتى 2027، بالإضافة إلى أنظمة تثبيت بقيمة 25 مليون يورو حتى 2028.
وتأتي هذه الصفقة ضمن خطة طموحة للمكتب الوطني للسكك الحديدية لتطوير خط سريع بطول 245 كيلومترًا يربط بين الدار البيضاء ومراكش.
ويعد هذا المشروع جزءاً من جهود المغرب لتوسيع شبكة القطارات فائقة السرعة، حيث سيعزز من ربط مدن المملكة الكبيرة، ويعكس رؤية المغرب نحو تحسين البنية التحتية استعداداً لاستقبال الملايين من زوار كأس العالم.
من جهة أخرى، وقّع المكتب الوطني للسكك الحديدية اتفاقية مبدئية مع شركة **ألستوم** الفرنسية لشراء 18 قطارًا فائق السرعة من الجيل الخامس، المعروف باسم "TGV M" أو "Avelia Horizon".
ووفقاً لتقرير لقناة "BFM Business" الفرنسية، تُقدّر قيمة الصفقة بما يتراوح بين 750 مليون يورو ومليار يورو، ويتوقف هذا التقدير على الاتفاقيات النهائية المتعلقة بالصيانة والتمويل.
وتمتاز القطارات الجديدة بتصميم حديث مزدوج الطابق، حسب ذات التقرير، ما يرفع الطاقة الاستيعابية للركاب ويوفر تجربة سفر مريحة وسلسة.
وقد كان لهذا التصميم الفريد دور حاسم في اختيار ألستوم كمزود رئيسي للقطارات، بعد منافسة شرسة مع شركات أخرى من إسبانيا وكوريا الجنوبية والصين، وفقا لذات التقرير.
ومن المتوقع أن تسهم هذه القطارات الجديدة في تمديد شبكة القطارات فائقة السرعة في المغرب، التي ستصل إلى مراكش، مما سيجعل التنقل بين المدن الكبرى أكثر سهولة وفاعلية.
إلا أن مشروع القطار فائق السرعة يواجه بعض التحديات، حيث يشير التقرير إلى بعض الصعوبات اللوجستية التي قد تؤثر على مواعيد التسليم، لا سيما بعد أن عانت شركة ألستوم من تأخيرات في مشاريع مماثلة داخل فرنسا.
ورغم هذه المخاوف، يبدي المكتب الوطني للسكك الحديدية ثقته الكاملة في قدرة ألستوم على الوفاء بالتزاماتها، مما يعزز الآمال في إتمام المشروع بنجاح.
وتمثل هذه الاستثمارات خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المغرب لمستقبل أكثر تطوراً من حيث النقل والبنية التحتية.
ومن المتوقع أن تعزز هذه المشاريع من مكانة المملكة كوجهة ريادية في مجال البنية التحتية المتقدمة، وتفتح آفاقًا جديدة لاقتصادها وتوفر فرصًا أوسع لجذب الاستثمارات الأجنبية.