بين الوعود وفشل المناقصة.. محطة أولاد زيان تغرق في الفوضى

في قلب العاصمة الاقتصادية للمغرب، تعيش محطة "أولاد زيان" لحظاتها الأكثر إثارة للجدل، حيث تحولت هذه المحطة الحيوية، التي تعد واحدة من أهم نقاط الانطلاق والوصول في المدينة، إلى بؤرة للفوضى والعشوائية التي تجاوزت كل الحدود المقبولة في المرافق العمومية.
بين مشاكل الأمان، وبيع المأكولات غير المرخصة التي تشكل تهديدًا للصحة العامة، وتراكم النفايات في كل مكان، أصبحت "أولاد زيان" رمزًا للفشل الإداري والتدبيري، مما أثار غضبًا واسعًا بين المسافرين وسكان المدينة على حد سواء.
منذ سنوات، تدهور حال هذه المحطة بشكل ملحوظ، حيث تزايدت مشاكل السرقة والعنف اليومي، خاصة مع تحول المحطة إلى مأوى للمهاجرين الأفارقة الذين يعيشون على الأرصفة ويتسببون في نزاعات مستمرة مع المسافرين.
هذه الأوضاع المأساوية تحدث وسط أكوام الأزبال التي تتراكم في كل مكان، نتيجة غياب التنظيم وسوء التدبير، مما جعل المحطة بيئة غير آمنة وغير صحية لكل من يمر بها.
في ظل هذه الفوضى العارمة، بدأت أصوات تتعالى مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ المحطة وإعادة الأمور إلى نصابها.
ومع ذلك، يبدو أن الحلول بعيدة لحد الآن، وفقا لما توصلت به "الجريدة 24" حيث فشلت المناقصة الخاصة بأشغال التأهيل للمرة الثالثة على التوالي، رغم تخصيص ميزانية تقدر بحوالي 56 مليون درهم.
هذا الفشل أثار استياءًا كبيرًا في صفوف ساكنة الدار البيضاء، الذين يرون ضرورة الإسراع في تأهيل هذا المرفق.
من جهة أخرى، ينتقد آخرون سياسة "الترقيع" التي تعتمدها الجماعة، مشيرين إلى أن الدار البيضاء بحاجة إلى محطة جديدة بمواصفات عصرية تواكب التطور الحاصل في مجال النقل، بدلًا من الإصلاحات المتكررة التي لا تؤدي إلى تغيير جذري.
وسبق أن كشفت نبيلة الرميلي، رئيسة جماعة الدار البيضاء، عن خطة طموحة لإعادة تأهيل محطة "أولاد زيان"، حيث أشارت إلى أن أعمال الترميم ستنطلق قريبًا وتستمر لمدة ستة أشهر، في محاولة لجعل المحطة أكثر أمانًا وتنظيمًا، لكن فشل المناقصة يشير إلى صعوبة تنفيذ هذه الخطط في ظل المخصصات المالية المتواضعة
ويهدف المجلس الجماعي، في إطار خطته الاستراتيجية، إلى إنشاء محطتين جديدتين، واحدة في شمال المدينة وأخرى في جنوبها، لمواكبة النمو السكاني المتزايد في العاصمة الاقتصادية.
هذه الخطوة تأتي كجزء من الجهود الرامية لتخفيف الضغط على "أولاد زيان"، وتقديم خدمات نقل أفضل وأكثر تنظيمًا.
في النهاية، تظل محطة "أولاد زيان" بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الجماعة على إدارة المرافق العامة بشكل فعال، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المدينة.
ومع استمرار الفوضى وغياب الحلول الجذرية، يبقى سكان الدار البيضاء في انتظار خطوات ملموسة تعيد لهذه المحطة الحيوية هيبتها وتوفر لهم بيئة آمنة ومريحة للتنقل.