بعد عاصفة من الانتقادات.. الكلايبي: نحتاج عشرة أيام لاستكمال صيانة عشب ملعب "دونور"

في ظل الجدل المتواصل حول وضعية البنيات التحتية الرياضية بالمغرب، عاد مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء إلى واجهة الانتقادات، بعد أن ظهرت أرضيته في حالة سيئة خلال المباراة الودية الأخيرة التي جمعت الوداد الرياضي بإشبيلية الإسباني.
وأثار مشهد صدمة كبيرة وسط الجماهير والمتابعين، وفتح الباب أمام سيل من الأسئلة حول مدى نجاعة الإصلاحات التي شهدها هذا الصرح الرياضي، والتي استنزفت عبر السنوات ميزانيات ضخمة دون أن تُترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض.
في هذا السياق، خرج كريم الكلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع للمرافق الرياضية بالعاصمة الاقتصادية، بتصريح توصلت به "الجريدة 24"، أوضح من خلاله أن الأشغال الجارية حاليًا على أرضية ملعب محمد الخامس تدخل في إطار استكمال عملية صيانة العشب الطبيعي التي انطلقت في 13 ماي الماضي.
وأكد الكلايبي أن برمجة مباراتين وديتين لفريق الوداد خلال الشهر المنصرم حالت دون إتمام هذه العملية في الآجال المحددة، ما اضطر اللجنة التقنية إلى طلب مهلة إضافية لا تقل عن عشرة أيام لاستكمال الأشغال وفق المعايير المعتمدة.
وجاء تصريح الكلايبي، في محاولة لطمأنة الرأي العام، بعد الانتقادات الواسعة التي طالت الوضعية البيئية للملعب، حيث ظهرت الأرضية بشكل غير متجانس، وغير مستوٍ، مع بروز ثغرات واضحة أثارت علامات استفهام كبيرة حول جودة العشب ونجاعة التدخلات التقنية التي تمت خلال الأشهر الماضية.
وقد اعتبر البعض أن ما وقع يُعيد إلى الواجهة التساؤلات القديمة المتجددة بشأن الشفافية والفعالية في تدبير مشاريع التأهيل الرياضي بالمملكة.
وأوضح الكلايبي أن العشب المعتمد حاليًا في ملعب محمد الخامس هو من نوع "الهجين الطبيعي"، المكون من خليط بين عشبي "راي غراس" المناسب للأجواء الباردة، و"برمودا" الذي يتأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة.
وأشار إلى أن ما تمرّ به الأرضية هو مرحلة انتقال بيولوجي طبيعية، حيث يدخل "راي غراس" في طور السكون بينما يبدأ "برمودا" في النمو، ما يُنتج بشكل مؤقت مظهرًا غير متجانس للعشب.
هذه المرحلة، حسب الكلايبي، تتطلب تدخلات دقيقة لتحفيز التوازن بين النوعين، وهي جزء من خطة تقنية معتمدة دوليًا في صيانة الملاعب المعشوشبة طبيعيًا.
رغم هذه التوضيحات التقنية، فإن واقع الحال أثار موجة من الغضب الشعبي والسياسي، خاصة وأن المركب لم يصمد سوى لثلاث مباريات فقط منذ إعادة افتتاحه الأخيرة، والتي تم تقديمها على أنها ثمرة "أشغال تأهيل شاملة ومكثفة".
وتجسد الغضب أيضًا في البرلمان، حيث وجّهت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، لبنى الصغيري، سؤالًا كتابيًا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد برادة، طالبت فيه بفتح تحقيق شفاف وشامل في أسباب تدهور أرضية الملعب، رغم مرور عشر سنوات على انطلاق مسلسل الإصلاحات واعتماد ميزانيات ضخمة لهذا الغرض.
ونبهت الصغيري إلى أن ما حدث يُناقض تمامًا ما يُروّج حول جودة هذه الإصلاحات، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مدى احترام دفاتر التحملات، وجدّية تتبع الصفقات المرتبطة بتأهيل هذا الفضاء الرياضي.
وذهبت أبعد من ذلك بطرح تساؤلات حول مدى تنسيق الوزارة الوصية مع مختلف المتدخلين العموميين في هذا الورش، وإلى أي مدى تم تقييم نتائج الأشغال قبل فتح أبواب المركب من جديد أمام الفرق والجماهير.
ولم يكن هذا الطرح معزولًا، بل انخرط فيه عدد من المهتمين بالشأن الرياضي والبنيات التحتية، والذين اعتبروا أن ما يقع يعكس غياب الرقابة الصارمة والمساءلة الجدية في تدبير الأموال العمومية المخصصة لهذا النوع من المشاريع.
مشيرين إلى أن مسلسل الإصلاحات المتكرر الذي شهده مركب محمد الخامس، لم يُفضِ سوى إلى نتائج متواضعة تُفشل رهانات المملكة في تقديم نموذج ناجح للبنية التحتية الرياضية، خصوصًا في سياق الاستعداد لاستحقاقات دولية كبرى، ستُسلط أنظار العالم على الملاعب المغربية.