"العدالة لعبد الرحيم".. صرخة مغاربة إسبانيا بعد حادث خنق مروع 

الكاتب : الجريدة24

23 يونيو 2025 - 02:00
الخط :

 

في مشهد مأساوي هز مشاعر الجالية المغربية بإسبانيا وأعاد إلى الواجهة سؤال "عنصرية الشرطة"، لفظ شاب مغربي يدعى عبد الرحيم أنفاسه الأخيرة مساء الثلاثاء 17 يونيو 2025، بعدما خنق حتى الموت على يد شرطي بلدي إسباني كان خارج أوقات عمله، في ضاحية "توريخون دي أردوز" قرب العاصمة مدريد.

 

خنق حتى الموت.. وشهود يصرخون "كفى!"
بدأت القصة، كما روتها الصحف الإسبانية، بادعاء محاولة عبد الرحيم، البالغ من العمر 35 عاما، سرقة هاتف محمول، ليطارده الشرطي رفقة زميله المتقاعد، ويطرحه أرضا مستعملا تقنية "الخنق الخلفي" المعروفة باسم "ماتاليون".
التقنية القاتلة التي طالما وجهت إليها انتقادات بسبب خطورتها، كانت هذه المرة أداة لقتل شاب أعزل، لم يكن يحمل سلاحا ولا يشكل خطرا على أحد.

شهود عيان أكدوا أن الشرطي تجاهل صراخ المارة وتوسلاتهم للتوقف، واستمر في الضغط على عنق الضحية وهو يصرخ "اتصلوا بالشرطة!"، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف التي حاولت إنعاشه دون جدوى، ليفارق عبد الرحيم الحياة وهو بين أيديهم، وسط ذهول المارة وحرقة أسرته التي لم تستوعب بعد الفاجعة.

 

سراح مؤقت ومطالب بتحقيق شفاف
السلطات الإسبانية، وتحت ضغط الرأي العام، فتحت تحقيقا قضائيا في الحادث، وأوقفت الشرطي عن العمل، كما أمرت بتجريده من جواز سفره مع وضعه تحت المراقبة القضائية. وتمت إحالته على التحقيق بتهمة القتل غير العمد، في وقت أمرت فيه القاضية بتشريح طبي دقيق لتحديد سبب الوفاة.

غير أن قرار إطلاق سراح الشرطي مؤقتا أثار موجة من الغضب، خصوصا في أوساط الجالية المغربية ومنظمات مناهضة للعنصرية، التي اعتبرت هذا التساهل بمثابة "تطبيع مع العنف الممارس ضد المهاجرين".

 

"كان مريضا.. لا مجرما"
بعيون دامعة وقلب مكسور، خرج والد عبد الرحيم ليدحض الرواية الرسمية التي تحدثت عن محاولة سرقة. قال في تصريح مؤثر متداول إن "ابني كان يعاني من اضطرابات نفسية ويتابع علاجا.. لم يكن لصا، بل إنسانا مريضا كان يحتاج للمساعدة لا الخنق".

العائلة شددت على أن عبد الرحيم لم يكن يشكل أي خطر، وكان ضحية "سوء تقدير" وعنف غير مبرر. فيما أشار مقربون من الأسرة إلى أن الشرطي المعتدي كان على الأرجح تحت تأثير الكحول، مطالبين بتحقيق نزيه ومستقل يعيد الاعتبار للضحية ويكشف الحقيقة.

 

"العدالة لعبد الرحيم"
وفي ساحة "بلاصا دي إسبانيا" بمدينة توريخون، خرج العشرات يوم السبت 21 يونيو في وقفة احتجاجية غاضبة، رافعين صور عبد الرحيم ولافتات كتب عليها: "لا للعنصرية، نعم للعدالة". كانت دموع والدته وأخته هي الأكثر تعبيرا عن الألم، وهما تحملان صورته وتصرخان في وجه العالم "أعيدوا لنا حقنا".

وردد المحتجون شعارات منددة بعنف الشرطة الإسبانية تجاه المهاجرين، كما طالبوا بمحاسبة المتورطين في الحادث، ووصفوا الواقعة بأنها "نقطة سوداء" في سجل تعامل الشرطة مع الأجانب، فيما اعتبرها آخرون امتدادا لسلسلة من الانتهاكات "المسكوت عنها" ضد الجاليات المسلمة والمغاربية.

 

ليست حادثة معزولة
من جانبها، اعتبرت منظمة SOS Racismo أن ما وقع لا يمكن فصله عن السياق العام للتمييز العنصري في أوروبا، ودعت إلى مساءلة المسؤولين ورفض تبرير مثل هذه الجرائم.
وقال متحدث باسم المنظمة "الإفراج المؤقت عن الجاني رغم فداحة الفعل يعكس اختلالا مقلقا في ميزان العدالة".

كما طالبت مجموعة كوريدور إن لوخا، المناهضة للعنصرية، بتأسيس تنسيقية للدفاع عن عبد الرحيم وكل ضحايا "العنف المؤسسي"، متعهدة بتنظيم وقفات متواصلة حتى تحقيق العدالة.

آخر الأخبار