فاس: رضا حمد الله
تنتعش مهن موسمية مختلفة كلما دنا توقيت عيد الأضحى، يحول معها شباب مهنه مؤقتا بحثا عن مدخول إضافي يدفئ جيبه المثقوب، أمام الزيادة الكبيرة على مواد وسلع يحتاجها المواطن في هذه المناسبة الدينية.
مشاهد بيع تلك السلع بأماكن ثابتة بالأحياء أو بالتجوال عبر أزقة وشوارع، مألوفة في هذه الأيام وحتى على بعد ساعات قليلة من هذه المناسبة، بعدما اختار شباب تقريب خدمات توفيرها.
"واش كتسلح الشعب' كلمة نطقها زبون مقهى وهو يرد على دعوات شاب عرضا لسلعه عبارة عن سكاكين من أحكام مختلفة وقطع حديدية لتعليق الخروف بعد ذبحه. التاجر المتجول رد بابتسامة أعقبها بقوله "هذا طرف د الخبز أعمي".
هذا الشاب كان قبل أيام من العيد متخصصا في بيع مصابيح الكهرباء وبعض أدوات تزيين اليدين، قبل أن يغير مهنته بحثا عن مدخول جديد قد يكون أوفر بعلمه بالحاج الماسة للمواطن من ما يعرضه ويتجول عبر الشوارع والمقاهي بحثا عن زبناء أسخياء.
السكاكين وشحدها حرفة يكثر الإقبال عليها ويستحبها الشباب وبينهم ثلاثيني اختص في الشحد بخيمة نصبها قريبا من جامع بحي السعادة، كي يحشد سكاكين الحي مقابل ما تجود به قريحته من مال يساعده في إعالته عائلته الفقيرة.
غير بعيد عنه نصب ٱخر خيمة بلاستيكية عرض فيها الفحم الطبيعي الفاخر سلعة يكثر الإقبال عليها في العيد، فيما تميز ثالث يجاورهما بعرض مجامر طينية للبيع حرفة تبدو جديدة عكس بيع التبن وعلف الأضحية الذي وضع كمية منه بجانب المجامر.
تلك بعض من مهن كثيرة للكسب الوفير كلما دنا توقيت العيد الذي يكثر فيه المستهلك من الإقبال على هذه السلع وغيرها ويوحي كما لو أن أزمة غذاء وشيكة ستحل بالبلد، ما يلخصه التهافت الكبير على اقتناء البضائع والسبع وحتى التجهيزات المنزلية والمطبخية.
وبغض النظر عن هذه اللهطة التي تتكرر في رمضان أيضا، فالعيد يشكل مناسبة دينية لمضاعفة الربح من تجارة موسمية تنتعس وتنعش جيوب ممتهنيها ممن يضارب البعض في الأثمنة في غياب المراقبة اللازمة الأسعار والجودة.