هل تشمل حرب ماكرون ضد إسلامي فرنسا إخوان العثماني وبنكيران؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

19 أكتوبر 2020 - 08:30
الخط :

اثارت تصريحات ماكرون حول الاسلام والمسلمين ردود فعل غاضبة من قبل مختللف المسلمين والفاعلين في الحقل الديني، بشكل فسره البعض بأنه يؤشر على مرحلة جديدة في السلوك والخطاب الرسمي الفرنسي اتجاه الاسلام والمسلمين، ولاسيما في فرنسا، وربما حتى في الدول العربية التي تربطها مع فرنسا مصالح متعددة.
خطاب الرئيس الفرنسي، الذي لمح فيه إلى أنه آن الأوان للتصدي لما سماه "الانفصالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام موازٍ وإنكار الجمهورية الفرنسية".

وقال امانويل ماكرون بصريح العبارة إن "ما نحتاج لمحاربته هو الانفصالية الإسلامية.. المشكلة في أيديولوجية تدعي أن قوانينها يجب أن تعلو على قوانين الجمهورية"، مشيرا إلى أن جزء من المسؤولية تتحملها السلطات الفرنسي، ما يعني أن هذه الأخيرة سيكون من واجبها التصدي لما سماها الانفصالية الاسلامية.
هذا الخطاب الصادر عن المسؤول الأول في الجمهورية الفرنسية، اعتبره منتصر حمادة، الباحث في الفكر الاسلامي والجماعات الاسلامية، أنه لا يصب في مصلحة أحد.

وشدد حمادة على أن تفاعل المتعصبين من الجهتين، يساهم في تغذية احتقان لا يصب في صالح المشترك الإنساني، في إشارة إلى أنه إذا عمدت فرنسا نحو التصعيد في وجه المسلمين بفرنسا فإنه لن يكون الأمر في مصلحة لا فرنسا ولا الطرف الآخر.

لكن نبه حمادة إلى أن حدث قطع رأس أستاذ تاريخ في ضواحي باريس بسبب رسوم مسيئة للمقام النبوي الشريف، ستتسبب في مشاكل مجانية للمسلمين هناك، موازاة مع المشاكل التي تتسبب فيها الإسلاموفوبيا (خطاب كاره للإسلام والمسلمين) والإسلاموية.

وأشار إلى أن الذين يقيمون في أوروبا على علم بهذه الإشارة، ومعهم الذين يتابعون الوضع عن بعد، موضحا أنه كانت الأصوات الإسلاموية والإسلاموفوبية متواضعة ونادرة منذ، بضع عقود، ولكن تطورت الأمور لاحقا واستفحل الوضع بسبب دخول الأيديولوجيا والمال والحسابات والصراعات المحلية والدولية.

وقال إن أحداث فرنسا في حاجة إلى تدخل الحكماء والعقلاء من الجهتين، من أجل التخفيف من حدة الاحتقان السائد.
ولفت الباحث في الفكر الاسلامي إلى أنه سواء تعلق الأمر بالخطاب الإسلاموفوبي أو الخطاب الإسلاموي، كلاهما يجهلان أن العلمانية في الأوراق، علمانيات في أرض الواقع.

وأبرز أن علمانية فرنسا المؤسس لها في قانون 1905 شيء، وعلمانية نيوزلندا شيء آخر. والأمر نفسه مع علمانيات بريطانيا وهولندا وإسبانيا... إلخ.

آخر الأخبار