اللقاحات المضادة لـ"كورونا".. هذه حقيقة الوضع في المغرب!

الكاتب : الجريدة24

18 يناير 2021 - 12:30
الخط :

 هشام رماح

كثر اللغط حول لقاح "كورونا" في المغرب، وتناسلت المقاطع الصوتية والتصويرية التي تشكك في قدرة وزارة الصحة على تدبير الظرفية العصيبة التي فرضتها الجائحة وجعلت صحة المغاربة في "حيص بيص" في ظل شح في المعلومات وتخمة في "المراوغات".. لكن هذه مستجدات مواجهة الجائحة في المغرب.

لقاحات "كورونا".. سوء الفهم الكبير

الطبيعة لا تحب الفراغ الذي فرض التيه على المغاربة، والفراغ المقصود ها هنا ليس غياب تصريحات وزير الصحة خالد آيت الطالب، المتواترة حول لقاحي "سينوفارم" و"آسترازينيكا" ولكن الفراغ المسجل في "الأفعال" المرافقة لما يقال حول مواعيد عدة ضربت لوصول "آسترازينيكا" من الهند وما أثير حول نجاعة لقاح"سينوفارم" خاصة مع استقالة كبار مسؤولي المختبر الصيني.

المغاربة وضعوا أياديهم على قلوبهم ومصائرهم لا تزال قيد الغيب، وهو ما جعل البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعضو اللجنة العلمية يدون ما وصفه بـ"مجرد رأي" عنونه على حائطه في "فايسبوك" بـ"كثير من الأمل في تدبيرنا للجائحة خلال الأسابيع المقبلة....".

ولأن صفة البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، كعضو في اللجنة العلمية المشرفة على الترخيص للقاحات المضادة لفيروس "كورونا" المستجد فإن هذا الرأي حمل بين طياته بعض الأجوبة التي تظل "فضفاضة" في المجمل، لكنها تسلط الضوء على بعض ما علق لدى المغاربة بشأن صحتهم التي تعد قضية الساعة..

وبرر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، التلكؤ الحاصل بشأن وصول اللقاح إلى المغرب بـ"الضغط العالمي الكبير على اللقاحات نظرا للتفاوت بين العرض و القدرة العالمية المحدودة للتصنيع" داعيا إلى وضع "ثقة كبيرة"  في "مدبري الشأن العمومي وأن يبتعد الكثيرون عن المزايدات الإعلامية..  وحرق أعصاب المغاربة بالخاوي...".

وإذ خلف تأخر اللقاح في الوصول إلى المغرب غموضا كبيرا، فإن الأمر مشروط بتحقيق "المبدأ الأولي والأساسي والذي لن نحيد عنه مهما بلغت الأزمة من تعقيد... السلامة والأمان والنجاعة والفعالية والجودة في التصنيع واليقظة الدوائية الموازية.... لكل لقاح نفكر في اقتناءه..." على حد قول عضو اللجنة العلمية.

وقال مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "جميع اللقاحات التي يقتنيها المغرب أو يمكن أن يقتنيها في المستقبل ستستجيب إلى المعايير والضوابط العلمية والطبية والصيدلانية والقانونية المعمول بها على مستوى العالم و الموثقة في توصيات منظمة الصحة العالمية"، محيلا على أنه "ورغم كل التشكيك الذي يصل بعض الأحيان إلى "التخوين والعمالة" فإن مديرية الأدوية والصيدلة واللجنة الاستشارية للترخيص في حالة الطوارئ تتمسك وستتمسك  بالثوابت "المقدسة" التي تؤطر عملية الترخيص للأدوية واللقاحات ببلادنا والتي ترتكز على السلامة والأمان والنجاعة والفعالية والجودة في التصنيع واليقظة الدوائية الموازية".

هذه وضعية اللقاحات في المغرب

في المقابل، استعرض البروفيسور عز الدين الإبراهيمي،  وضعية اللقاحات ببلادنا، مشيرا إلى أنه وبخصوص لقاح "سينوفارم" فإن الشركة قدمت ملفها للترخيص وهو قيد التداول بين مديرية الأدوية والصيدلة واللجنة الاستشارية للترخيص في حالة الطوارئ، مؤكدا على أن لقاح "سينوفارم" لن يرخص له إلا إذا كانت كل بيانات تجاربه السريرية مرفوقة بالملف واستكماله لكل المعايير المطلوبة.

أما فيما يخص شركة "آسترازنيكا" أفاد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، بأنه "لأول مرة في تاريخ المغرب يتم الترخيص للقاح في إطار إجراء الطوارئ العالمي، وبأنه " بعد دراسة مستوفية لكل بيانات الملف المطروح من طرف شركة "آسترازنيكا" وتمحيص الأبحاث المنشورة و ملف ترخيصه ببريطانيا والهند، رخص للقاح من طرف الوزارة الوصية".

وحول موعد وصول اللقاح من الهند، قال عضو اللجنة العلمية إن "اللقاح ومنذ مدة قيد الشحن... وليصل متى يصل..... المهم نحن مستعدون للتلقيح فور وصوله.... والكل مجند لإيصاله بأسرع وقت ممكن و الشكر موصول هنا لكل ديبلوماسيينا ووزارة الخارجية الذين نادرا ما نشكرهم...".

وأضاف المتحدث أنه "في ظل الطلب الكبير المتزايد على اللقاحات، و بكل مسؤولية اقترحنا فتح قنوات متعددة لشراء لقاح "جونسون & جونسون" الذي سينهي تجاربه السريرة في شهر فبراير و لا سيما أن اللوجستيك الموازي لاستعماله متوفر و لا سيما أن جرعة واحدة منه تكفي لتطوير المناعة، مشددا على أنه "يجب كذلك أن نفكر اقتناء لقاحات "موديرنا" التي يمكن اقتناءها وتخزينها وتوزيعها بمجهود وطني بسيط يمكننا من ربح لوجيستيك "التبريد ناقص 20 درجة" الذي سينضاف ويقوي من ترسانتنا".

ولفت البروفيسور عز الدين الإبراهيمي الانتباه إلى أنه "يجب تنويع مصادر اقتناء اللقاح حتى لا نبقى تحت رحمة أي شريك أو شركة كما هو الحال اليوم"، مناديا بالنأي عن النبش في المسؤوليات إلى ما بعد الخروج من الحرب على الفيروس.

آخر الأخبار