الجزائر تتنكر لمساعدة تونس بلقاحات "كورونا" وتغلق حدودها مع "الخضراء" خوفا من السلالة المتحورة

الكاتب : الجريدة24

26 فبراير 2021 - 11:00
الخط :

هشام رماح

كشفت الأيام زيف ما ادعاه النظام الجزائري، متم شهر يناير 2021، حول نيته مساعدة الجارة تونس لمجابهة جائحة "كورونا" ومشاطرتها كميات من اللقاحات المضادة للفيروس المستجد، كما جاء على لسان صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري ونظيره التونسي عثمان جراندي.

وبمرور الأسابيع انكشف أن ما سوق له النظام الجزائري من انتصاره لقيم الجوار والإخاء، لم يكن غير فقاعة تلاشت بسرعة بعدما انكفأ العسكر عن المبادرة والفعل، لكن التاريخ يسجل ولا ينسى أن التصريحات مر عليها نحو شهرين دون أي خطوة تذكر في هذا الشأن.

والتزم النظام الجزائري الصمت، إزاء ما كان تبجح به من رغبته في مساعدة تونس لمجابهة جائحة "كورونا"، إلا أنه بادر إلى تشديد المراقبة على الحدود البرية الفاصلة بين البلدين بعما ظهرت في تونس الخضراء حالات من سلالة متحورة للفيروس "المستجد"، تختلف كليا عن السلالات المكتشفة في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا.

وبسرعة خاطفة تنكر النظام العسكري القائم في الجزائر للكلام الذي ظل يطلقه حول مساندته لتونس، وقد قررت السلطات في الجارة الشرقية غلق الحدود نهائيا أمام حركة العبور من وإلى التراب التونسي بما في ذلك التراخيص الاستثنائية والتبادل التجاري، وفق ما كشفت عنه نقابة إدارة الحدود والأجانب التونسية على صفحتها في موقع فيسبوك.

اللافت أن النقابة التونسية اعلنت عن إغلاق الجزائر لحدودها في وجه التونسيين دون أن تكشف عن الأسباب الكامنة وراء هكذا قرار اتخذ على حين غرة وجعلها تعلم جميع المواطنين الجزائريين المتواجدين في التراب التونسي بضرورة الاتصال بالقنصلية الجزائرية في تونس (قفصة والكاف) قبل التوجه إلى المعابر الحدودية.

والحقيقة أن "المية تكذب الغطاس" على لسان المصريين، وهو ما حدث للنظام الجزائري الذي اصطدم بصخرة الحقيقة وفطن إلى أن سياسة الهروب إلى الأمام قد تنفعه للتنصل من "تعهداته" الرسمية تجاه تونس وارتأى أن الأيام كفيلة بجلب النسيان والسلو للمتابعين لـ"خفة" حكام الجزائر.

وفيما يدفع النظام الجزائري برغبته في تلقيح 80 في المائة من الشعب في الجارة الشرقية بلقاحات "سبوتنيك V" الروسي و"ىسترازينيكا" و"سينوفارم" الصيني الذي حصلت عليها كمعونة صرفت للبلاد بوصفها تستحق المساعدة، فإنه لم يستطع تلقيح غير 75 ألف شخص على مدى شهر كامل، ما يجعل البلاد تتخلف كثيرا عن المغرب الذي لقح أزيد من 3 ملايين مغربي فضلا عن الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

آخر الأخبار