أزمة في مدارس اليابان بسبب قرار توحيد لون الملابس الداخلية

الكاتب : وكالات

15 مارس 2021 - 05:30
الخط :

قالت صحيفة Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته أمس الأحد 14 مارس 2021 إن معركة القوانين الغريبة في المدارس اليابانية تجددت مرة أخرى بعد صدور حكم قضائي في مدينة أوساكا الغربية في فبراير لصالح طالبة سابقة.

إذ قضت محكمة لطالبةٍ سابقةٍ بمبلغ 3000 دولارٍ أمريكي تعويضاً عن الضرر النفسي الواقع عليها، بعدما فصلتها مدرستها الثانوية لأن شعرها لم يكُن أسود بشكل كافٍ. غير أن المحكمة أيدت وبطريقةٍ مثيرةٍ للجدل حق المدرسة في التمسك بالقاعدة وفرضها.

فيما اعتادت المدارس اليابانية فرض قواعد غريبة على الطلاب، مثل توحيد الملابس وحتى الملابس الداخلية، إذ تشترط أن يرتدي الطلاب ملابس بيضاء، فضلاً عن درجة لون واحدة للشعر لكل الطلاب.

في حين قال يوشيوكي هاياشي، محامي الطالبة إن طفولة موكلته البالغة من العمر 21 عاماً، قد دُمرت حين دخلت مدرسة كايفوكان الثانوية المحافظة. بحلول الفصل الدراسي الثاني لها في المدرسة كانت مُضطرةً لصبغ شعرها بالأسود كل أربعة أيامٍ، لكنها مُنعت من دخول الفصول، وحُرمت من المشاركة في رحلةٍ مدرسيةٍ لأن المدرسين اعتقدوا أن شعرها "ليس أسود بما فيه الكفاية".

حين رفضت صبغ شعرها قيل لها ألا تُكلف نفسها عناء القدوم للمدرسة. لاحقاً حاول أبواها التفاوض للوصول لطريقةٍ لإعادتها للمدرسة، ليكتشفوا أن مكتبها قد أُزيل من الفصل وأن طالبةً أخرى قد أُعطيت رقم تسجيلها في المدرسة.

يُتابع المحامي قائلاً إن الطالبة، التي رفضت التعليق بنفسها، لطالما أرادت الالتحاق بالجامعة، لكنها فقدت الثقة في الجميع إلى حد أنها لا تتعامل مع أي شخصٍ خارج إطار أسرتها. ويقول: "لقد التحقت الآن بوظيفةٍ بدوامٍ جزئيٍ، لكنها لا تزال تعاني".

في مؤتمرٍ صحفيٍ قال المدير ماساهيكو تاكاهاشي إن المدرسة لن تغير سياستها إزاء الشعر الأسود، لكنها "ستولي انتباهها أكثر". أما الحكومة المحافظة لمدينة أوساكا فقد نوهت إلى أن المحكمة قد حفظت للمدرسة حقها في التمسك بقوانينها، لكنها قالت إن اسم الطالبة ما كان يجب أن يُشطب من سجلات المدرسة.

في حين تطلب نحو نصف مدارس طوكيو العامة من طلابها ذوي الشعور غير السوداء أو الملساء أن يُقدموا وثيقةً تُثبت أن تلك طبيعة شعورهم وأنها غير مصبوغةٍ أو مُجعدة، وفقاً لتقريرٍ نشرته شبكة NHK اليابانية، بينما وجدت صحيفة Mainichi أن النسبة أعلى في أوساكا.

كانت ميوكي نوزو البالغة من العمر اليوم 32 عاماً ترتاد مدرسةً خاصةً تفرض على الطلاب أصحاب الشعور البنية أو المجعدة حمل شهادةٍ طيلة الوقت.

وكانوا يتفقدون حواجب الطالبات ليتأكدوا أنهن لم ينتفنها، بينما كان يجب أن تكون الجوارب بيضاء مطويةً ثلاث طياتٍ.

من ناحية أخرى تقول إن القواعد تُصعب الشعور بالانتماء على الأطفال المهاجرين وأبناء الأصول المختلطة.

لا يتوقف الأمر في المدارس عند لون الشعر، 60% من مدارس مدينة ناغازاكي العامة البالغ عددها 238 تفرض على طلابها ارتداء ملابس داخلية بيضاء، وفقاً لتقرير بثته NHK، قال فيه أحد الطلاب للمحاور إن المدرسين يتفقدون ألوان ملابس الطلاب الداخلية أثناء تغييرهم ملابسهم لحصص الرياضة.

من جانبها أوردت صحيفة Asahi أنه في مدينة فوكوكا كانت 57 مدرسةً من أصل 69 تحققت من أمرها شركة المحامي، تملك قواعد تتعلق بالملابس الداخلية للطلاب. حتى إن بعض المدارس كانت تطلب من الطلاب خلع ملابسهم الداخلية في حالة كانت مخالفةً للقواعد.

من ناحية أخرى ففي عام 2018، حين قُدمت قضية أوساكا للمحكمة للمرة الأولى كان يوغي سوناغا متهوراً إلى حد أنه ساهم في إطلاق حملةٍ للمطالبة بـ"تعطيل قوانين المدارس المتطرفة"، وجمع نحو 60 ألف توقيع على عريضة تطالب الحكومة باتخاذ إجراءات.

يقول إن تلك القوانين لا تحض على التمييز فقط، بل قد تتسبب في اعتداءاتٍ جنسيةٍ. إذ تفرض قواعد الزي الصارمة أعباء ماديةً على الآباء الفقراء، والقوانين التي تفرض على الطلاب حمل كل كتبهم إلى البيت قد تتسبب في ضررٍ لظهور الطلاب، والقوانين التي تحظر ارتداء الملابس الشتوية أو الكوفيات قد تسبب ضرراً لصحة الأطفال.

آخر الأخبار