خلفيات وكواليس دفع البوليساريو بالبندير الى الانتحار

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

11 أبريل 2021 - 03:00
الخط :

يوما بعد يوم تتجلى خلفيات وسياقات الدفع بقائد ما يسمى الدرك بجبهة البوليساريو الانفصالية، الداه البندير خطاري برهاه، الذي أدراه سلاح الجو المغربي قتيلا وقتل وجرح آخرين عندما حاولوا الاقتراب من الجدار الأمني المغربي الذي ثبته بالصحراء لردع مليشيات البوليساريو واستفزازاتها التي كان يتساهل معها المغرب من قبل.
حدث مقتل الداه البندير أظهر جانبا من خبايا الثراعات القائمة بين قادة البوليساريو، ولاسيما الصراع بين ما يسمى " الدرك" و"الشرطة"، وهو الصراع الذي دفع اليه وزكاه زغيم الجبهة ابراهيم غالي والمحيطين به.
ووفق ما كشف عنه منتدى "فورساتين"، الناشط بقلب مخيمات تندوف، فإنه بعد إعلان الحرب من طرف جبهة البوليساريو ، وخلال أكثر من اجتماع لما يسمي "هيأة الأركان" لتدارس الوضع الميداني، كان "الداه البندير خطاري برهاه"، من أشد الرافضين للقيام بعمليات عسكرية قرب الجدار، بل وحذر من خطورة الإقدام على ذلك.
هذا الموقف جعل البندير يدخل في مشادات مباشرة مع ما يسمى ب"قائد اللواء الإحتياطي"، محمد لمين ولد البوهالي الذي أصر على ضرورة تحقيق "اختراق نوعي" ومستحيل، يعزز من حظوظ جبهة البوليساريو في المفاوضات المتوقعة في ملف الصحراء، بعدما ضيق المغرب الخناق على الجزائر والبوليساريو كثيرا عسكريا وديبلوماسيا.

"فورساتين" لفت إلى أن "الرفض القاطع والصريح لقائد سلاح الدرك، لم يمر مرور الكرام، وتلته اتصالات مباشرة ومكثفة من القيادة العليا، وحاولت الدفع بالمسؤول الأول عن سلاح الدرك، والخبير في الهندسة العسكرية لقبول مقترح القيام بعملية عسكرية قرب الجدار".
وأكد المصدر أنه باعتبار أن الداه البندير يعتبر "الخبير الأول والعارف بالدفاعات المغربية وبخبايا الجدار الرملي الذي نصبته الأمم المتحدة، والجدار الأمني، الذي أقامه المغرب لحماية حدوده، ولأن رأيه حاسم في تنفيذ العملية من عدمها، فقد كان قراره الرفض القاطع، وتعليله للرفض بسبب تغير المعطيات الميدانية والجغرافية، التي يستحيل معها تنفيذ عمليات من هذا النوع، في إشارة إلى الترسانة العسكرية والحربية والتكنولوجيا التي يتمتع بها المغرب.

ورغم ذلك نزل ابراهيم غالي بكل ثقله وأمر البندير وكتيبة من المليشيات إلى تنفيذ الأمر والقيام باختراق نوعي للجدار الأمني المغربي، قبل أن يقصفهم سلاح الجو المغربي بمجرد الاقتراب من الجدار ودون أن يجدوا فرصة لتنفيذ هجوم مسلح كما تريد قيادة جبهة تندوف، الأم الذي جعل الكل يدرك أن غالي يريد فعلا التضحية بالبندير في سياق تصفية ما يسمى "جهاز الدرك" الذي يرأسه هذا الأخير
لصالح ما يسمى "جهاز الشرطة"، بعد أفول نجم "الدرك"، وتراجع دوره لصالح الأول.

هذا الصرا بلغ ذروته وتعاظم عندما دشنت ما يسمى "شرطة" البوليساريو حملة من الاضطهادات ضة "عناصر الدرك"، فدخلوا فيما يشبه حرب الردود والردود المضادة وتم استهداف مقرات "الشرطة" بالسلاح الناري، والدخول في مواجهات دامية كانت تتكم عليها في كل مرة قيادة جبهة تندوف.

آخر الأخبار