لاعب المنتخب الوطني يدفع 40 مليون لفوزي لقجع

الكاتب : الجريدة24

14 سبتمبر 2021 - 01:01
الخط :

بدموع في عيون بريئة .دموع الأمل ؟ أم دموع  يأس؟

تلك ما   شاهدته اليوم في عيون جميلة . يتفجر منها بركان أمل . تتدفق منها حياة . عيون تجلبك ،و لسان حال صاحبها يروي لك بغليان  ينخر وجدانه. ما أضحى يعيشه من جراء ظروف جارت عليه. يقف وراؤها  تحامل ،غذر و شر بلا حسيب .بعدما عاش صاحبها ،كل أنواع الرغد و نشوة الإبداع  و الإنتصار خلال مشواره المهني.

مشوار مهني  كلل بتوشيحه مرتين من طرف ملكين عظيمين .

مشوار بوأه مكانة مميزة .كانت وراء حضوره ،بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس. في العديد من المناسبات الرسمية و الخاصة  بالقصر الملكي . و أهمها حفل زفاف  جلالة الملك .ناهيك عن حفلات أعياد ميلاد جلالته سواء عندما كان ولي للعهد. أو بعدما جلس على عرش أسلافه المنعمين .

إنه اللاعب يوسف روسي. أحد ركائز المنتخب الوطني منذ 1996 .و الذي شارك في ملحمة نهائيات كأس العالم سنة 1998 بفرنسا. تلك الملحمة التي  لولا تآمر و خذلان ملوك كرة القدم من أندال الفريق البرازيلي بتآمرهم مع المنتخب النرويجي .لكان للمنتخب الوطني ،مسار أهم بكثير من سابقه سنة 1986 بمكسيكو .

يوسف روسي الذي مثل بلاده في العديد من المحافل بشرف .و كان على الدوام محل تنويه في أخلاقه و إستقامته ،من طرف كل الأندية الأوروبية و العربية التي لعب بألوانها .

هو اليوم ،و أنت تكلمه. يردد على مسمعك الآية  الكريمة :

"إن بعد العسر يسرا "  آية يرددها و كله إيمان في معناها . لأنه يؤمن بمضمونها ،و أن السير هو ما ينتظره ،و لو بعد عسر مهما يقسو أو يطول.

حكايته يستهلها بذكرياته للفترة التي  عاشها مع المنتخب الوطني .و التي أهلته للوقوف أمام جلالة الملك ،في العديد من المناسبات كما اسلفت. و كانت هي المحفز له في الرجوع إلى وطنه، من أجل إستثمار مدخرات حياته. و الزواج من مغربية هو الذي لم تغريه الشقراء الأوروبية .

إستقر بالمحمدية ،و أنجب ثلاثة أطفال. عاش حياة هنية. إمتزج فيها المهني بالتجاري ،و بجوار والديه .إلى أن حلت به لعنة المستور ،يوم أسس جمعية لدفاع عن مصالح اللاعبين المحترفين القدامى. هذه الجمعية ، ستكون هي مؤهله بطلب من فوزي لقجع  لولوج المكتب المديري  الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من سنة 2014  إلى سنة 2017 .

من هنا كانت الإنطلاقة لحياة اليأس و الظلم .بداية من التآمر على رئاسة جمعيته، و تغيير إسمها ،مع تكليف شخص آخر برئاستها ،في غياب تام للقانون . لهذا السبب ،و هو يحاول فك لغز هذا الإنقلاب .سيقف على العديد من الممارسات، التي يصفها بالخطيرة .تمارس بهذه الجمعية .منها تجاوزات مالية . و تحويلات مشبوهة ،و  أشياء تقنية .في مجال إنجاز دبلومات المدربين الشباب .

على إثر ما وقف عليه .حاول الإتصال برئيس الجامعة من أجل إبلاغه بما وصل إليه. لكن لم يلقى أي إهتمام.  من هنا سيحاول بعث رسالته لمن يهمه الأمر،  عن طريق نشر تدوينة بالفايسبوك ،يشرح فيها ما وصله إليه من أعمال تمارس فيما كانت جمعيته .

إنطلاقاً من تلك اللحظة. جاءته تهديدات حسب قوله من فوزي لقجع .و بناءً عليه ، سيضع شكاية ضده أمام وكيل الملك ،بتهمة التهديد . مباشرة بعد ذلك و بناء على تلك التدوينة  قرر رئيس الجامعة بإسمه الشخصي ،و بإسم الجامعة. تكليف محامي من أجل وضع شكاية أمام النيابة العامة. و لو أن الأمر يتعلق بجنحة النشر.

النيابة العامة التي إستجابت لشكاية فوزي لقجع قبل النظر في شكايته.  و أمرت بسرعة البرق بفتح  تحقيق مع يوسف روسي كمشتكى به.

التحقيق الذي سيأخد منحى عنيف .بحيث حسب ما دونه في شكاية أخرى بعث بها إلى جهات قضائية. أن فريق كامل من الشرطة القضائية ،حل بمنزله،بناء على تعليمات وكيل الملك ، و تم توقيفه  مصفد اليدين، أمام أطفاله و زوجته و أمه . تلك المعاملة التي يصفها يوسف روسي بأنها شبيهة بتلك التي نراها  بالتلفاز يوم يتم القبض على إرهابيين .

عن هذه الشكاية يقول :

لقد  تم وضعها من طرف محام بإسم الجامعة ، و بإسم فوزي لقجع شخصياً .لكن ما غاب عن الشكاية، هو محضر إستماع فوزي لقجع ،سواء بإسمه أو بصفته ممثلاً عن الجامعة ،كما تقتضيه المسطرة الجنائية . و مع هذا الخرق .تم قبول الشكاية من طرف النيابة العامة ،التي سطرت في حقي المتابعة ،و كذلك تم الأخذ بها من طرف المحكمة ، و إدانتي بعقوبة حبيسة موقوفة التنفيد. و تعويض مالي لفائدة الجامعة قدرة  20 مليون سنتيم ،و تعويض لفائدة فوزي لقجع شخصياً قدره 40 مليون سنتيم .الحكم الذي سيتم تأييده استئنافياً . و على ضوئه سيباشر دفاع الجامعة و  فوزي لقجع إجراءات التنفيد .و التي من أجل إرغامي على التنفيد .قام بالحجز على شقة كانت تأوي والداي . بل الأمر ذهب  و بأمر من صاحب الدعوى أي فوزي لقجع ،حد  البدء في إجراءات البيع بالمزاد العلني للشقة.ما أرغمني على بيع  تلك الشقة، و بتسبيق من المشتري ،قمت بتسديد قيمة الحكم ،مع الفوائد و مصاريف التقاضي . بل الأدهى أنه، و لو بعد تسديد التعويض، أي تنفيد الحكم .لم يرحمني فوزي لقجع  حتى في القيام برفع الحجز . بل صار  عليا و على نفقتي مجدداً .نهج مسطرة رفع الحجز . و هي جد معقدة. و مكلفة .الشيء الذي بسببه تأخر المشتري في القيام بتحفيظ شقته .

بحسرة يردف قائلا : دعني أقول لك أنني دفعت 40 مليون لفائدة فوزي لقجع  شخصياً .و قد توصل بها ! و 20 مليون  لحساب الجامعة ،التي تحمل تسمية الملكية ،و التي لم يسبق لها أن قامت بشيء من هذا القبيل منذ نشأتها  ضد أي من رعايا جلالة الملك .

خلال كل أطوار هذه القضية يقول يوسف روسي . سواء عند الشرطة ،خلال البحث.أو خلال التقديم  أمام وكيل الملك .و كذلك خلال مناقشة القضية أمام هيئة الحكم .كم رددت طلبي  بإجراء خبرة على الوثائق التي قدمتها كدليل على ما كتبت في تدوينتي ، سبب  وقوفي أمام المحكمة .و تعليلها في إدانتي .لكن لا حياة لمن تنادي .و لا وأحد منهم قبل بطلبي . و لو أنه طلب مشروع .

لا أعرف لماذا !

انطلاقاً من هذا الحكم ،صار يوسف روسي عاطل عن العمل.بحيث من ظمن 32 رئيس فريق بالعصبة الإحترافية ،و التي يمكن أن يشتغل فيها . لا أحد يقبل به ! لأن حسب ما أسر لنا  به أحد رؤساء الأندية. كون التعاقد مع روسي   أضحى  خطر على كل نادي  قد يُشغله. نظراً  للعداوة التي أصبحت له مع رئيس الجامعة .

الأدهى من كل هذا .هو قيام كل من مصطفى الحداوي و  عبدالحق ماندوزا  بالموازاة مع ما يعشيه روسي من مشاكل . برفع كل منهما لشكايتين و لكل أسبابه. لكن القاسم المشترك بينهما هو قيمة  التعويض الذي قضت لهما به المحكمة . و الذي جاء قدره عشرة مليون سنتيم لكل واحد من هما .الحكم الذي هو اليوم في مراحله النهائية ،قبل  القيام بإجراءات  التنفيد . و التي قد تدهب حد الحجز على ممتلكات أخرى بإسم المشتكى به .

بهذا يمكن القول أن الرجل ضاقت به الحياة ،و أضحى يفكر ،تارة في الهجرة . و تارة أخرى ،يربط آماله بمضمون الآية الكريمة. ان بعد العسر يسرا . و اليسر حسب قناعته ،قد يأتي من طرف من بيده الأمر بهذه البلاد. حينما يصله خبر مأساته .الأمر الذي يعمل من أجله بشتى الوسائل .

آخر الأخبار