المدرسة المغربية أيام زمان

الكاتب : وكالات

01 أكتوبر 2021 - 12:30
الخط :

تاريخ مدارس المغرب، جزء من تاريخ البلاد الحافل بالأحداث. كما أن البحث في ذاكرة المدارس القديمة بالمملكة، قد ينبش في المتخيل الجميل لعدد من أفراد الأسرة التعليمية ولدى عدد من الأجيال التي تخرجت على أياديهم.

فالكثير من المغاربة، ستتحرك في دواخلهم ذكريات من زمن قد مضى، سواء تعلق الأمر بالتلاميذ، أو الذين عملوا بهذه المؤسسات.

وهناك صور للمدرسة المغربية زمن الحماية بمختلف مدن ومناطق المملكة  التي أنجبت الرعيل الأول من السياسيين ورجالات الكفاح الوطني و رجالات الدولة و الجيش والامن  والتعليم والصحة والأطر الادارية والموظفين والمستخدمين والأعوان  والمقاولين والصناع التقليديين من رجال ونساء المغرب.

وقد مرت المدرسة العمومية المغربية بعدة مراحل تاريخية منذ ظهورها في مطلع القرن العشرين على يد الاحتلال الفرنسي ولم يكن للمغرب قبل الاستعمار مدارس عصرية وانما كانت تنتشر كتاتيب قرانية ومدارس عتيقة لعلوم الدين

وبعد الاستقلال سنة 1956 وجدت المدرسة العمومية نفسها خالية من الاطر التعليمية الفرنسية التي فضلت التحاق بفرنسا بعد خروج الاحتلال مما جعل الدولة عاجزة عن سد نقص الاطر جعلها تعمل على اتخاذ اجراءات اساسية تجلت في تعريب التعليم وجعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية للتعليم المغربي ومغربة الاطر التعليمية وتعويض الاطر التعليمية الفرنسية وتعميم التعليم على جميع الاطفال البالغين سن التمدرس وتوحيد التعليم في مدرسة مغربية واحدة وكانت هذه المرحلة الاولى من تاريخ المدرسة المغربية في عهد الاستقلال حيث تم الاستعانة اول الامر ببعض الاطر التعليمية من دول عربية شقيقة من سوريا وفلسطين والعراق ...

استمرت هذه المرحلة من تعريب التعليم في المدرسة المغربية الا مطلع السبيعينات بدأ معها التفكير في الاعتماد على الاطر المغربية مائة في المائة واجراء تعديلات على المقررات التعليمية ولم  تعيش المدرسة المغربية ازدهارها

الا في فترة السبيعينات ومطلع الثمانينات حينها بدأت انطلاقة سياسة الاصلاحات التعليمية منذ ذلك العهد الى الان مع مجيء كل وزير تعليم جديد او تغيير في الحكومة كان اول القطاعات التي تتعرض لاصلاح هو قطاع التعليم

ولم تستقر احوال المدرسة المغربية منذ الاستقلال الى الان بفعل سياسة الاصلاح المتعددة جعلت عدم الاستقرار في سياسة التعليم وفرصة لتحقيق التراجع والمكاسب وعبر هذا الجرد التاريخي لخمسين سنة من المدرسة العمومية المغربية يتضح معها كثرة مبادرات الاصلاح   وعدم الاستقرار على سياسة تعليمية واحدة

وكان التعليم من المجالات التي دفعت ثمنا للتدخل السياسي وتحقيق لرغبات شخصية جعل هذه الاصلاحات التعليمية العديدة تهدف اساسا الى الحد من تأثير التعليم على المجالات الاخرى والحرص على تضعيف دور المدرسة العمومية حتى لا تتكرر احداث الشغب والمظاهرات التي كانت تسير من داخل المدارس العمومية في حقبة السبيعينات والثمانينات من تاريخ المغرب جعل الحكومات المتعاقبة على اضعاف دور التعليم وتفريغ مضمونه التعليمي

آخر الأخبار