عندما صدق فيصل القاسم في حق الصحراء المغربية و"كابرانات" الجزائر

الكاتب : الجريدة24

28 أكتوبر 2021 - 09:29
الخط :

 هشام رماح

"جنرالات الرز والقمح والزيت والنفط في الجزائر"، هكذا وصف فيصل القاسم الإعلامي السوري وصاحب برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يبث على قناة الجزيرة الإخبارية القطرية، الـ"كابرانات" الماسكين برقاب الجزائريين والداعمين لانفصاليي "بوليساريو" من أجل طلة على المحيط الأطلسي.

فيصل القاسم الذي تغنت به الصحافة الجزائرية وهللت له بعدما دخل في سجال مع مغاربة عبر "تويتر" حول قضايا مختلفة، جعلته يرميهم بنعت "الذباب الإلكتروني المغربي"، اختفى ذكره على حين غرة من أبواق العسكر بعدما غرد تغريدة على حسابه جاءت قاتلة ووقعها أمضى من الحسام المهند.

وغرد صاحب "الاتجاه المعاكس" قائلا "كتبت بضع تغريدات عن الوضع في المغرب، ولم أتطرق مطلقا إلى قضية "الصحراء المغربية" لكن الذباب الإلكتروني اتهمني بدعم الانفصاليين الصحراويين. لا تقلق عزيزي: لن أدعم قضية يدعمها جنرالات الرز والقمح والزيت والنفط في الجزائر".

هذه التغريدة التي جاءت فيصلا في موقف فيصل القاسم من قضية الصحراء المغربية التي تدعمها دولة قطر حيث يشتغل ويلوذ منذ زمن طويل بعيدا عن بلده سوريا، لم تجد لها طريقا نحو صفحات جرائد ومواقع الإعلام الجزائري بخلاف ما جرى تداوله على نطاق واسع كما نشرت صحيفة الشروق وعنونت، قبل يوم منها، "فيصل القاسم يشكو "حملات مضحكة" من ذباب المخزن المغربي".

وكانت الشروق وصحف ومواقع جزائرية مقربة من النظام الجزائري، أفردت مقالات مطولة تمجد من خلالها فيصل القاسم وتصفه بكل الأوصاف التي تنطبق عليه والتي ليست على مقاسه، طمعا في استمالته واستمراره في حرب كلامية مع مغردين مغاربة يجدون فيها معينا لا ينضب للكتابة وإسالة المداد على المغرب والمغاربة المنافحين عن أرضهم وأرض أجدادهم.

واكتشف الإعلام الجزائري بسرعة الحقيقة المرة وقد عاين الإعلامي السوري يدلي برأيه بكل تجرد، وهو يعلن موقفه مساندا لمغربية الصحراء، وهو موقف تولد لدى الرجل الذي خبر الكثير من النقاشات ونبش في العديد من القضايا واستدرج سياسيين ومختصين إلى بلاطو برنامج "الاتجاه المعاكس" بما يجعله أبعد من أن يكون مخطئا أو يعتمد على المغالطات في قضية شمس حقيقتها ساطعة.

وألجمت تغريدة فيصل القاسم، الإعلام الجزائري الذي انبرى للصمت واحتمى به طامعا في قضاء عدة حاجات بتركها، والحال أن هذا الإعلام المارق سعى أولا للاصطياد في الماء العكر وازدراد الثوم بفم الإعلامي السوري بعد الجدال الذي عج به حسابه على منصة "تويتر".

ولم تنزل تغريدة فيصل القاسم بردا وسلاما على أزلام العسكر في الجزائر، فهي قاصمة بين شقين أولهما الاعتراف بمغربية الصحراء ونبذ الانفصاليين الذي يدعمهم "كابرانات" الجزائر، وثانيهما أنهها جاءت مشخصة مستوفية لكل الأوصاف التي تليق عن حق بهؤلاء الـ"كابرانات" الذين لم يعد يخفى على أحد من المحيط إلى الخليج أنهم ليسوا سوى "جنرالات الرز والقمح والزيت والنفط"، وليس من بعد ذلك مذلة أو سوء سمعة قد يلتصق بالعسكريين.

وتلك هي الحقيقة المرة.

آخر الأخبار