هشام رماح
لا يختلف اثنان أن حفيظ دراجي، المعلق الجزائري في قناة "بي إن سبورت" مما عاف السبع، حتى لو انبرى مدافعا عن نفسه في مواجهة مواطنة مغربية هاجمها ومعها بنو جلدتها بأقذع الأوصاف وأحط الكلام.. ورغم ذلك لا يزال يحظى بتغافل مشغليه هناك في قطر.. فهل كل هذا بريء؟
وإذ يعود الإجماع على انعدام مروءة حفيظ دراجي إلى تعليقه "السياسي والعسكري" المفضوح على نزالات رياضية يفترض أنها تنطلق على رقعة معشوشبة وتنتهي فيها، فإن كل اللوم ينهال على القناة القطرية التي فتحت ميكروفوناتها أمام خديم العسكر دون حسيب أو رقيب.
وفي كل المباريات التي يعلق عليها حفيظ دراجي، لابد وأن ينفث بعضا من سمومه تجاه المغاربة وضمنهم من احتضنوه ذات مرة من صحافيين رياضيين كانوا توسموا فيه ما يجمع بين الجزائريين والمغاربة أكثر مما يفرقهم، لكنه انقلب مثلما تنقلب العاهرة على ظهرها، وضرب صفحا عن كل العلاقات الإنسانية وكشف وجهه البغيض.
ولا شيء يقلب الرجال ويغير مواقفهم.. لكن حفيظ دراجي ليس من ضمن هذا الجنس، وقد ارتدى لنفسه أن يرتدي بزة الـ"كابران" في القناة البنفسجية يطبل للـ"كابرانات" العجائز ويهلل لهم وكأن القناة قناته والإعلام فيها إعلام حربي.
والمثير للاستغراب ليس تهجم حفيظ دراجي على المغرب، لأنه يدري ويعي جيدا أنه قد يناوش لكنه لن يؤثر على المغاربة الذين يعرفون حق قدرهم، لكن الداعي للدهشة هو تكتم قناة "بي إن سبورت" على سقطات دراجي الواصف "العسكري" الذي استباح كل الأخلاقيات ولم تتحرك في القائمين عليها شعرة.
