عدما تضاربت الآراء حول أسباب اختفاء النحل في الأسابيع الأخيرة بشكل مخيف، تدخل عدد من الفاعلين على الخط لشرح الظاهرة وأسبابها.
واعتبر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أن اختفاء النحل ببعض المناطق لا يرجع إلى سبب مرض ما، وأن هذا الاختفاء ظاهرة جديدة مرتبطة بأسباب متعددة تتدخل فيها عوامل مناخية وبيئية وبيولوجية وممارسات تربية النحل، مؤكدا أنه يعمق البحث في الموضوع.
المصدر ذاته لفت إلى أن التحريات الأولية استبعدت أن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل ببعض المناطق، مضيفا أن اختفاء طوائف النحل ببعض المناطق ظاهرة جديدة مرتبطة بأسباب متعددة تتدخل فيها عوامل مناخية وبيئية وبيولوجية وممارسات تربية النحل.
وخلصت النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة.
واستبعدت نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق.
بدوره، اعتبر عمر بوماط، مسير تعاونية النحلة الملكية، لفت إلى أن ظاهرة إنقراض النحل بدأ منذ عام 2006 ظهور إنخفاض في أعداد النحل ،وعدم تواجده في الخلايا، مشيرا إلى أن المبيدات الحشرية والأمراض والطفيليات، لعبت، على حد سواء دوراً كبيرا في ذلك ، كما أثرت ظاهرة الإحتباس الحراري و الأحوال الجوية في ذلك الإنخفاض المقلق.
وأضاف المصدر ذاته أن من بين أسباب انقراض النحل في العالم، المحاصيل المعدلة وراثيا، مشددا على أن هذه الأخيرة سبب رئيسي في موت النحل، لأنها تضعف من مقاومته أمام عدة أنواع من الفطريات، مما يعرض خلايا النحل للسموم.
وتابع أن مربي النحل واحد من أسباب انقراض النحل، موضحا أنه منذ عام 1980 قرر عدد كبير من مربي النحل على تربية ملكات نحل من إيطاليا أو القوقاز، مفضلين ذلك على النحل الأسود الأقل إنتاجًا والأكثر شراسة ، مما أدى إلى فقدان الكثير من ذلك النوع.
ولفت إلى أن التلقيح الصناعي لملكات النحل هو الآخر يتسبب في موت النحل، حيث تكون له آثار سلبية على حياة جماعات النحل فهذه الممارسات تضعف الأجيال الجديدة من النحل مما يجعله خطراً على حياة النحل.
ولم تقتصر الأسباب التي تؤدي إلى انقراض النحل، حسب عمر بوماط، على عوامل الزراعية والبيئية فقط، بل دخلت التكنولوجيا الحديثة ضمن القائمة أيضا، لافتا إلى أن هناك دراسة جديدة تؤكد أن الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة تؤثر في خفض أعداد النحل في العالم.
وقال مسير تعاونية النحلة الملكية، في تدوينة على صفحته إن النحل ينقرض أيضا بسبب المبيدات والطفيليات، موضحا أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ازداد استخدام المبيدات في الزراعة زيادة هائلة، وكان لهذا الإستخدام المكثف لمبيدات الحشرات المعروفة بإسم النيونيكوتينويد (وهي فئة جديدة نسبيا من المبيدات الحشرية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للحشرات، مما يؤدي إلى الشلل والموت) دورا رئيسيا في زيادة معدل موت النحل.
وتابع أنه عندما يتعرض النحل لمادة (النيونيكوتينويد) ، فإنها تصاب بمرض الزهايمر مما يجعلها تذهب في صدمة وننسى طريق عودتها إلى الخلية ، وهذا يفسر اختفاء النحل في الخلية وعدم موتهم فيها .
ولفت المصدر إلى أن الطفيليات ذات مسئولية كبيرة على حياة النحل المسؤولة، أيضا، هناك أنواع من الطفيليات لا تتكاثر إلا في مستعمرة النحل والمعروفة بـإسم ( عث الفاروا)، مضيفا أن هذه الطفيليات تعمل على مص دماء النحل، مما يؤثر علي حياة النحل البالغ.
