المعطي منجب وفاجعة الطفل ريان..سكت دهرا ونطق كفرا

الكاتب : الجريدة24

08 فبراير 2022 - 10:25
الخط :

 هشام رماح

إنه واحد من "شيوخ النّْظَر" كما يطلق عليهم المغاربة استهزاء.. لا مبدأ لديه ولا فكرة يدافع عنها، همه الأوحد تصفية حساباته مع الدولة.. مثل الشيطان ينفث سمومه في كل مناسبة يظنها سانحة للنهش في بلاده.. ومن غير المعطي منجب شِلو (مفرد أشلاء) يصدق عليه كل هذا.

لقد التأمت بلاغة الإنسانية في واقعة الطفل الصغير ريان أورام، الذي لقي ربه متأثرا بسقطته في بئر بضواحي شفشاون، حينها وضع الجميع كل الخلافات جانبا لتلهج ألسنتهم بالدعاء له وبعدها أثنى الجميع أيضا على المحاولات المستميتة لانتشاله من الجب إلا المعطي منجب.

الكل رأى في الحادث المأساوي النصف المملوءة من الكأس، وكيف أن المغرب سخر كل قواه لنجدة الملاك المرحوم، لكن في مواجهة هذا الكل خرج المعطي منجب المتابع بتهمة غسيل الأموال ليلفظ بعضا مما بقي من سريرته الخبيثة وراح يبخس من مجهودات السلطات التي تابعها العيان في تصريف سافر لأحقاده تجاه بلده.

وبالعودة لـ"شيوخ النّْظَر" فإن المعطي منجب التزم الصمت حينما كان المغاربة يخوضون معركة إنقاذ طفل من هذا الشعب الأبي، وهي معركة تحرك فيها جبل وتحول خلالها الطود لتراب أملا في عودة ريان بين ظهرانيهم، لكن بمجرد الإعلان عن وفاة الطفل الصغير قفز هذا الأرذل ليدلي بدلوه المسموم في القضية ليس للتعزية وإبداء الأسف ولكن للصيد في الماء العكر وهذا ديدنه.

ولأن كل إناء بما فيه ينضح، لم يجد المعطي منجب من شيء يؤتيه في لجَّة المأساة التي تغلغلت في نفوس المغاربة ومعهم كل المتابعين في المعمورة، غير الانزواء بعيدا ومهاجمة المنقذين ورجال الدولة الذين قادوا عملية الإنقاذ بعدما رأى في كل هؤلاء انعكاسا للدولة المغربية التي نذر نفسه، بمقابل، لمهاجمتها في كل حين.

وليس حسب المعطي منجب غير التأكيد على أنه شارد خارج الإطار، ينعق وحيدا ومعه شرذمة من مناضلي أواخر الزمان، فكيف لمن سولت له نفسه السعي لدق إسفين في خاصرة الوطن والناس مكلومين وصدومين أن يكون غير إمَّعة سافل لا يقيم للمشاعر وزنا ولا يلوي على شيء غير تشويه سمعة المغرب؟

وكحال الانتهازيين يعيش المعطي منجب ضائعا حائرا، لكنه في المقابل يعتقد بالمقلوب بـ"كوجيطو" الفيلسوف "رينيه ديكارت" وبدلا من "أنا أفكر أنا موجود" يعتنق "أنا انتهازي منافق إذن أنا موجود"..، فهل المغاربة بحاجة لأمثال المعطي منجب سقط المتاع وأمثاله من السفلة كمحمد حاجب و"كوبل" الدمى الجنسية الفيلالي، ليرموا بلادهم بأقذع الكلام، رغم الإشادات العالمية التي تقاطرت على المملكة من كل حدب وصوب ومن الخصوم قبل الأصدقاء نظير التجند المكين لانتشال الطفل ريان.

لقد كابد المنقذون والسلطات لإنقاذ واحد من أبناء الشعب المغربي، لكن كلمة الخالق كانت الأعلى، وحسب المغاربة أنهم شاهدوا ومعهم العالم كيف تحرك الجميع لنجدة ريان، أما المعطي منجب، فرأى خلاف ذلك، مثلما يعلم الجميع أنه نصاب متابع بتهمة غسيل الأموال وتلقي عمولات للعمل ضد بلاده، لكنه لا يرى نفسه خسيسا بل يظنها فاضلة وما دونها أبالسة.. وليس من انتهازي ومنافق من درجة إبليس غيره.

آخر الأخبار