عبد المجيد تبون رئيس متباكي برتبة "مخبر" طمعا في ود أمريكا

الكاتب : الجريدة24

31 مارس 2022 - 11:31
الخط :

هشام رماح

لم يتبق لعبد المجيد تبون، غير ذرف الدمع الهتون، وقد بلغ حدا لا يوصف من التباكي أثناء محادثته لـ"أنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي، في قصر "المرادية".. وهو أمر يجعل العدو يشفق عليه قبل الصديق.

لقاء بطعم.. الكذب

وبدا تبون الذي طالما تبجح أنه يترأس "القوة الضاربة"، تائها في حديثه مع وزير الخارجية الأمريكي وفق محرر اللقاء بينهما، أمس الأربعاء (30 مارس 2022)، المنشور على الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية، فقد اختلط عليه الحابل بالنابل وهو يحاول تبرير مواقف بلاده إزاء النعرات التي تثيرها نكاية في المغرب فضلا عن تحركاتها في بلدان الجوار ومؤامراتها الظاهرة والخفية منها والتي لا تنقضي.

وبلغ سعي الرئيس الجزائري لخطب ود "أنتوني بلينيكن"، حدا جعله يظن أن أقصر الطرق إلى قلب وزير خارجية أقوى بلد في العالم هو الظهور بمظهر المنكسر المكلوم الذي يتبرأ من كل الدسائس التي يحيكها بأمر من العسكر، ثم أن مبلغ ما قام به فضلا عن البكاء أمام رئيس الدبلوماسية الأمريكية، أنه بدا مثل "مخبر" مسكين يحاول نقل كل شيء إلى علم "بلينكن"، بطريقة تبعث على الشفقة وعلى الضحك في نفس الآن بسبب الكذب البين الذي تخلل حديثه.

وكمن غاب عن ذهنه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف عن العلاقات المغربية الجزائرية ما يفوق قدرة عبد المجيد تبون والـ"كابرانات" العجائز، أسهب رئيس "القوة الضارطة" في الحديث حول ما يشجر من بين بلاده والمغرب، وقد رمى بالأكاذيب يمنة ويسرة ظنا منه أنه من يملك الحقيقة.

تباكي واستجداء للعطف

لقد تحدث عبد المجيد تبون مع "آنتوني بلينكن" عن كل شيء في جوار الجزائر دون أن يتطرق لما يموج في داخلها وهي التي تنزف منذ سنوات بسبب تشبث العسكر بالسلطة، ولم يعرج على الطريقة التي التف بها بمساعدة الـ"كابرانات" على الحراك الشعبي الذي خرج إلى الشارع حاملا شعار "يتنحاو كاع"، فاكتفى بالتباكي أمام "بلينكن" ليظهر المغرب بلدا توسعيا غاصبا، وقد غاب عنه أن وزير الخارجية الأمريكي مزود بكل المعطيات وليس منها فقط مراسلات سلفه "هنري كيسنجر" التي تعكس الوضع الحقيقي وكل ما يؤكد أن الجزائر نظام لا يهمه غير أن تتشظى المملكة.

نعم تغافل عبد المجيد تبون، أن وزير الخارجية الأمريكية يعلم جيدا بأن الجزائر لا ترى قوتها إلا في ضعف المغرب، كما يعلم جيدا أن الجزائر تبذل كل المساعي لوضع العصا في عجلة تقدم المملكة، وأول هذه المساعي تجييش عناصر "بوليساريو" الإرهابية وتسليحها من أجل خوض حرب بالوكالة ضدها في محاولة بائسة لترويع كل المؤمنين بأن المغرب بلد يتطلع بوابة تفضي توا إلى قلب إفريقيا، وبأنه بلد يبرم الشراكات الاستراتيجية بناء على مبدأ رابح- رابح بعيدا عن المكر والخديعة.

وبالعودة إلى حديث عبد المجيد تبون، مع "آنتوني بلينكن" فإن الرجل استجدى تعاطف الولايات المتحدة الأمريكية عبر محاولته مقارنة غبية بين بلاده وبلاد العم سام من خلال القول إن "النضال التحريري" بين البلدين يحمل عدة أوجه شبه أهمها أن عيد استقلال الولايات المتحدة محدد في 4 يوليوز من كل عام بينما عيد استقلال الجزائر في الـ5 من يوليوز!!!.

شيطنة المغرب ومهادنة إسرائيل

لقد حاول عبد المجيد تبون تبرير مواقف بلاده قائلا "إننا نحلم بعالم أكثر توازنا، حيث يتم فيه الدفاع عن الحريات بشكل أفضل، مضيفا "إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق هذا الهدف، وأحيانا يجري فهمنا بشكل صحيح بينما في أحين اخرى يجري فهمنا بشكل خاطيء، قبل أن يعرج على الجغرافيا مردفا "إننا محاطون بدول لا تشبهنا، بقدر تونس التي لنا معها علاقات وثيقة، ومن ثمة عرج على المملكة المغربية قائلا "إن علاقاتنا تشهد تقلبات منذ الاستقلال وهي لا تتعلق فقط بقضية الصحراء" المغربية.

وكأن "آنتوني بلينكن" قدم من مجرة أخرى بعيدا عن هذا العالم، راح عبد المجيد تبون يتهم المغرب بكل شيء، وأن بلاده  قوة "الخير" التي تقف في وجهه، وقد ساوى في تقييمه بين قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، دون أن يجرؤ على النبس ببنت شفة بأي من المؤاخذات تجاه إسرائيل محيلا بالقول على أنه "تقرر في الجامعة العربية، التوصل إلى سلام دائم مع إسرائيل"، وقد نسي الولايات المتحدة الأمريكية تدري جيدا تواطؤ النظام العسكري مع إيران و"حزب الله" الإرهابي عبر اللعب على ورقة العداء تجاه إسرائيل ومنه المملكة المغربية.

ولم يكن عبد المجيد تبون صادقا مع نفسه، وهو يتحدث بكل الود تجاه الدولة العبرية، وتجاوز الحديث عن كون بلاده وضعت كل الأيادي والأرجل لعدم قبول إسرائيل كعضو ملاحظ في منظمة الاتحاد الإفريقي، ومحاولة انتزاع قرار معادي للمغرب بتسويق إحياء علاقاته مع إسرائيل في الجامعة العربية قبل أن يصطدم بصخرة الرفض العربي بعدما يم ينجر الأشقاء إلى المستنقع الجزائري.

اللافت، أن فم عبد المجيد تبون كان مليئا بالكلام خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي وهذا حال المخبرين، فقد تحدث عن هذا وذاك من ليبيا إلى مالي إلى تشاد ووو...، أما "أنتوني بلينكن" اكتفى بالتزام الصمت وأصغى السمع لأقاويل "المخبر" إلى أن فرغ من الكلام، ثم لفحه بالقول "شكرا لك على هذه اللمحة عن الوضع في المنطقة وفي العالم".

ثم انتهى اللقاء.

آخر الأخبار