تبون يقدم "وشاية كاذبة" للأمريكان ضد موريتانيا وليبيا

الكاتب : الجريدة24

02 أبريل 2022 - 10:40
الخط :

هشام رماح

من يتمحص جيدا في ما تقدم به عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري أثناء لقائه بـ"آنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي، يقف على وضاعة "رجل" سرعان ما لهج بلسان السوء في حق جل جيرانه رغم ما ظل يبديه لهم من ود، إذ التحف رداء المخبر ليدلي لمخاطبه بـ"وشايات كاذبة" في حق جيرانه لعله ينال رضاه ويثني على "فشله" في تدبير شؤون الجزائر بسبب ما يقع في الدول المحيطة بها.

وتحرى عبد المجيد تبون نرجسية سافرة وهو يتحدث عن بلدان شقيقة مثل موريتانيا وليبيا، وقد شرَّح الوضع في المنطقة لرئيس الدبلوماسية الأمريكية بمشرط سال منه الحقد والغل تجاه هذه البلدان وقد وصفها بالضعيفة وغير المستقرة بما يلقي بظلال ضعفها ولا استقرارها على الجزائر.. "القوة الضارطة".

وإن بدا منطقيا أن يشهد عبد المجيد تبون بأن علاقات بلاده مع المغرب تعرف تقلبات منذ الاستقلال، فإن الرجل استل سكين الغدر وطعنها في خاصرة بلدين شقيقين استسهل الحديث حولهما رغم أنهما من أضلع المغرب العربي الكبير وقد وصف موريتانيا بالضعيفة وليبيا بالغير مستقرة.

وبكل الوضاعة والنرجسية أغفل عبد المجيد تبون الحديث طويلا عن أمور بلاده الداخلية والتي تبعث على الشفقة، ليحول الدفة ويخوض في أمور جيرانه محاولا تعليق فشل النظام العسكري في تدبير شؤونه بكونه منشغل بجوار لا يسر أحدا.
وتشي وشاية تبون بحقيقة ما يضمره لـ"الإخوة" وهو يقول لـ"آنتوني بلينكن" "هذه هي بيئتنا.. فنحن محاطون ببلدان لا تشبهنا كثيرا بخلاف تونس التي لنا معها علاقات بسبب أوجه التشابه بيننا، وما عدا ذلك فإن كل حدودنا مشتعلة.. ليبيا غير مستقرة، ثم هناك منطقة الساحل بأسرها مثل تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر، وحتى موريتانيا فهي ليست بالقوة الكافية...".

وبناء على تصريحاته وخلافا لما ظل يبديه عبد المجيد تبون تجاه موريتانيا وليبيا، فإن مسؤولي البلدين استفاقوا على حقيقة ما يسره الرئيس الجزائري تجاههم وما يظهر له من منظار الازدراء الذي يوجهه ناحيتهم، وقد تحرى خطاب المسكنة والمظلومية ليعلق فشله والعسكر الذي جاء به إلى قصر "المرادية" في تدبير الجزائر على مشجب البلدين بمنطق جاور الشقي تشقى.

ورغم هداءات العظمة التي بدت متمكنة من نفسية الرئيس الجزائري، فإن احترازه من الأمريكان وغضبهم على القمع الممنهج الذي يبديه العسكر تجاه حرائر وأحرار البلاد جعله يتحرى خطابا مفككا غير ذي ارتباط أو منطق وهو يصف جيرته بأوصاف تحط من قدرهم لا لشيء سوى لصرف نظر "آنتوني بلينكن" عن حقيقة نظام مارق لا يحتفظ بالجمائل.

والحق أن للموريتانيين والليبيين أن يغضبوا من تصريحات عبد المجيد تبون، لكن يلزمهم أن يحمدوا الله أن لقاءه بوزير الخارجية الأمريكي كان مناسبة مكاشفة من خلال لسان "الرجل" الذي عبَّر عمَّا يجول في خاطره وما يضمره من سوء لهم، رغم هرولته نحوهم في سياق فرضتها رغبته والعسكر في ضبط عقارب الساعة على الجزائر ضدا في المملكة الشريفة.. الصخرة الصماء التي تتكسر عندها كل دسائس النظام العسكري.. والتي لم يستطع أن يصفها بالضعيفة ولا غير المستقرة.. كما وصف الجارتان اللتان تمسكن لهما حتى تمكن منهما.

آخر الأخبار