رباح يتناقظ مع نفسه وينشق عن المصباح

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

26 مايو 2022 - 02:00
الخط :

يبدو أن عزيز رباح، القيادي في حزب العدالة والتنمية، والوزير السابق في حكومتي عبد الاله بنكيران وسعد الدين العثماني، سقط في أول تناقض في مواقفه التي لم يكن يتردد في الدفاع عنها بعصبية كبيرة عندما كان يواجه أسئلة تتعلق بإمكانية انشقاق حزب العدالة والتنمية.

مناسبة هذا الكلام، اطلاق عزيز رباط لما سماها المبادرة المدنية التي أطلق عليها اسم رابطة “الوطن أولا ودائما” للكفاءات والمبادرات، التي اعتبرها الكثيرون أنها تمهيدا لتأسيس حزب سياسي بديل عن حزب العدالة والتنمية الذي تربى في أحضانه منذ كان تلميذا وطالبا، قبل أن يصبح أبرز قيادييه وتقلد مناصب وزارية من خلاله.

وإلى عهد قريب، أي قبل أن يتلقى حزب العدالة والتنمية، الذي كان أحد أبرز منظريه، أكبر هزيمة سياسية برسم الانتخابية الأخيرة، كان رباح يهاجم خصومه السياسيين وحتى الصحافيين الذين يتحدثون عن بوادر انشقاق بحزب العدالة والتنمية، إذ كان يخاطب خصوم ''البيجيدي'' بالقول بأن الحزب لن ينشق ولن ينقسم

ويبدو أن عودة بنكيران لقيادة الحزب من جديد، وتجاهل هذا الأخير للقيادات السابقة، ومنهم رباح، التي انحازت لسعد الدين العثماني وأيدت التخلي عن بنكيران ابان "البلوكاج" الذي قاده عزيز أخنوش لمنع تشكيل الحكومة الثانية لبنكيران، دفعت رباح إلى الاستعداد لتأسيس إطار مدني قد يكون خطوة أولى نحو تأسيس حزب سياسي يرأسه شخصيا وينازع العدالة والتنمية في بعض المنطلقات والادبيات والاهداف والوسائل على الساحة الانتخابية والسياسية.

وكان رباح أعلن عن تجميد عضويته بحزب العدالة والتنمية وتقديم استقالته من المجلس الجماعي للقنيطرة، وفي المقابل أعلن عن أرضية فكرية لتأسيس رابطة “الوطن أولا ودائما” للكفاءات والمبادرات.

وقال رباح في الارضية المشار اليها إن هذه المبادرة تأتي بهدف انشاء دينامية جديدة الى جانب المبادرات الموجودة وبهدف انشاء إطار جديد ومنفتح مؤطر بقيم المجتمع المغربي وبناء عن رغبة العديد من فعاليات المجتمع من مختلف الحساسيات للعمل والاشتغال في إطار جديد نظرا للحاجة الملحة الى مبادرات نوعية للإسهام في صناعة مستقبل الوطن من خلال:

– إطلاق عمل وطني جماعي مؤطر بالقيم الأصيلة للمجتمع المغربي ومنفتح على القيم الانسانية.

– رغبة كفاءات متعددة نزيهة ومؤثرة من أجل العمل في إطار جديد ومنفتح على القوى والفعاليات الوطنية الجادة والنزيهة.

– الحاجة الملحة إلى مبادرات نوعية تستجيب لأولويات النموذج التنموي وتحديات المرحلة والدفاع عن المصالح العليا للوطن.

– ضرورة إطلاق مشروع ثقافي مندمج وجامع بين مقومات الانتماء الوطني وتحولات العصر لتأطير الفئات الاجتماعية خاصة الشبابية.

– الحاجة إلى جيل جديد من الإصلاحات تعزز كرامة المواطن وتماسك المجتمع وقوة الدولة.

 

 

 

آخر الأخبار