جون آفريك: غاز الجزائر.. "رهان خاسر" لكسب المعارك الدبلوماسية ضد المغرب

الكاتب : الجريدة24

04 يونيو 2022 - 12:00
الخط :

سمير الحيفوفي

جعل النظام الجزائري من الغاز الطبيعي سلاحا يوجهه، اليوم، نحو المغرب، فهو يريد من خلاله كسب معارك دبلوماسية وجيو- سياسية، وفق ما أفادت به مجلة "جون آفريك" الفرنسية، التي ذكرت بمثل هكذا أمر كان حدث خلال سبعينيات القرن الماضي، إبان أزمة النفط العالمية.

وبعد مرور نحو خمسون عاما على أزمة النفط في 1973، جعلت دولة الـ"كابرانات" من الغاز سلاحا تستخدمه ضد المغرب في مختلف نزاعاتها معه، وقد أوردت "جون آفريك" في مقال لها تحت عنوان "الغاز.. سيف ذو حدين" أن السلطات الجزائرية لا تتردد في إعمال الغاز كسلاح لها في مواجهة المملكة المغربية.

ووفق نفس المصدر فإن أولى نذائر حرب الغاز المعلنة ضد المغرب، كان إقرار وقف العمل، ابتداء من فاتح نونبر 2021، بالأنبوب المغاربي الأوربي الذي يتخلل المملكة، والذي كان يمرر الغاز الجزائري نحو إسبانيا، وهو القرار الذي رغب من ورائه النظام العسكري في الجارة الشرقية "معاقبة" المغرب و"خنقه" اقتصاديا.

وأكدت المجلة الفرنسية التي تعنى بشؤون إفريقيا، على أن الجزائر قررت اللجوء إلى سلاح الغاز في الأزمة الدبلوماسية القائمة حاليا بينها وإسبانيا بعدما أعلنت الأخيرة موقفا تاريخيا إزاء قضية الصحراء المغربية واعترافها بكون مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الأساس لحل النزاع المفتعل في هذا الصدد.

وأحالت "جون آفريك" على تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "سوناطراك" والتي جاءت في سياق الاجتياح الروسي لأوكرانيا، حول عدم استبعاد مراجعة أسعار الغاز الذي يجري تصديره نحو إسبانيا، وهو التصريح الذي يفيد بأن الرسالة واضحة: لقد رفع الجزائريون ورقة الغاز في وجه إسبانيا لثنيها عن قرارها التاريخي.

لكن وحسب المجلة فإن هامش المناورة يظل ضيقا أمام السلطات الجزائرية، إذ تنعدم أمامها القدرة على حسم أي معركة قانونية قد تقيمها إسبانيا ضدها، متى أخلت ببنود الاتفاق المبرم بينهما، وذلك متى تبين لها أن النظام الجزائري يسعى لخرق العقد المبرم معه في شأن استيراد الغاز من طرف واحد.

ونقلت "جون آفريك" عن "روجر كارفالو" المحلل ومدير شركة "SPTEC" المتخصصة في الهيدروكربونات في إفريقيا والشرق الأوسط، أنه "لا يوجد أي أساس قانوني يخول للسلطات الجزائرية أن تعمد إلى وقف إمداد الإسبان بالغاز بحجة أنهم يحولون جزءا منه إلى المغرب"، كما سبق وأثارت وزارة الطاقة الجزائرية ذلك، حين إعلان إسبانيا تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوربي بشكل عكسي.

وألمحت المجلة الفرنسية إلى أن نسبة مخاطر خسارة السلطات الجزائرية للمعركة القانونية متى أثارتها إسبانيا، في حال تعنت النظام العسكري القائم في الجارة الشرقية للمملكة، تبدو جد مرتفعة، ويمكن أن تكلف الجزائر مليارات الدولارات.

وحول اعتماد الجزائر على الغاز كسلاح دبلوماسي وجيوسياسي، ذكرت "جون آفريك" بأن لهذه الطاقة حدودها وقيودها أيضا، إذ تعجز "سوناطراك" عن إمداد أوربا بحاجياتها من الغاز، بسبب الارتفاع الداخلي لاستهلاك هذه الطاقة والذي يسجل سنويا نسبة 10 في المائة، حتى أن حجم الاستهلاك المحلي يتجاوز حجم الصادرات منه في بعض الأحيان.

ويبدو صعبا على "سوناطراك" التوفيق بين تلبية حاجيات البلاد وحاجيات أوربا بشكل يجعلها قادرة على المضي قدما في استعمالها الغاز سلاحا لكسب معاركها الدبلوماسية ضد المغرب، وذلك رغم إعلانها عن خطة استثمارية بقيمة 40 مليار دولار بين عامي 2022 و2026 للتنقيب عن الغاز وإنتاجه وتكريره.

وخلصت المجلة إلى أن الجزائر تبدو عاجزة أكثر من أي وقت مضى عن كسب رهان حكام الجزائر على الغاز واستخدامه ضد الغريم الأزلي، وبالتالي فإن كل ما يروج على ألسنة المسؤولين هناك لا يعدو كونه جعجعة بلا طحين.

آخر الأخبار