من يقف وراء فاجعة مليلية المحتلة؟

الكاتب : الجريدة24

28 يونيو 2022 - 11:30
الخط :

من يقف وراء فاجعة مليلية المحتلة؟

سمير الحيفوفي

ما حدث، فجر يوم الجمعة الماضية، عند الحدود الفاصلة بين المغرب وثغره المحتل مليلية، والتنظيم المحكم للمهاجرين الذين حاولوا اقتحام السور الشائك، وواجهوا القوات الأمنية المغربية بأسلحة مصنوعة بدقة عالية، يكشف أن ما جرى لم يتم بمحض الصدفة وإنما كان مدبرا له من قبل جهات خارجية لا يعجبها المغرب بالمرة.

لتكن الانطلاقة من كون المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي آوى المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، ومكن لهم في أرضه حتى يعيشوا جنبا إلى جانب مع المغاربة متحريا اندماجهم اجتماعيا واقتصاديا وحتى ثقافيا، وهذا يحسب لها ولن تمحوه مثل هكذا حوادث مدبرة.

ولأن المملكة تعتبر لجذورها الممتدة في عمق إفريقيا فلم يضرها تحت قيادة الملك محمد السادس، أن تسوي على مرحلتين في 2014 و2017 وضعية أزيد من 50 ألف مهاجر في انتظار أن يتم فتح باب التسوية من جديد، بينما لم يستفيدوا من ذلك لا يزالون يرتعون في مدنها دون وجل أو خوف، وهذا أمر يثمنه الجميع إلا من في قلوبهم غل ومرض.

لكن، هناك بواعث للشكوك إزاء وقوف جهات خارجية وراء ما وقع عند مليلية المحتلة، خاصة وأن أغلب المهاجرين الذين حاولوا اجتياح الثغر البحري المحتل فوق أجساد عناصر القوات المغربية هم قادمين من إقليم "دارفور" السوداني، وهم من قطعوا صحراء ليبيا وعبروا الجزائر حيث ظلوا هناك لردح من الزمن، وجرى تجنيدهم، قبل يصلوا إلى أرض المغرب.

وبالفعل فأغلبية من هاجموا القوات المغربية وحاولوا اقتحام مليلية المحتلة عنوة، من المهاجرين الذين قدر عددهم بألفي شخص، يتحدرون من إقليم "دارفور" جنوب السودان، وسبق لهم أن مكثوا طويلا في الجزائر حيث اشتغلوا تحت إشراف العسكر، في أوراش بناء كان من بينها القرية الرياضية التي تقام فيها الطبعة التاسعة عشر من ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة وهران، وثمة جندوا لمهمة واحدة البصق في كأس الود بين المغرب وإسبانيا.

وإذ لا يروق الهدوء والاستقرار الذي يعرفه المغرب بعض المحيطين به، فمن غير المستبعد أن يكون من بين من قدموا إلى المملكة انطلاقا من الجزائر طمعا في الـ"حريك" مندسين وقبل ذلك مجندين من قبل المخابرات الجزائرية من أجل زرع الفوضى وزعزعة النظام القائم في شمال المملكة، وتلويث كأس الصفاء الذي يشرب منه المغرب وإسبانيا ولا يرضي حكام الجزائر.

قد يركن البعض للتنديد بنظرية المؤامرة ويصفها بالقديمة والبائدة، لكن التوقيت والتنظيم والأسلحة التي تسلح بها مهاجموا الحدود وقبلها القوات المغربية من الجحافل التي كانت تأوي بين أشجار غابة "كوروكو" لتبعث على الريبة وتجعل من المستحب الانطلاق من الشك لبلوغ اليقين حول من سيجني الكثير مما حدث، والبديهي ها هنا أنه ليس المغرب وليست إسبانيا وعبرها أوربا، لذا يلزم النظر هناك جهة الشرق حيث جارة السوء التي لا تدخر جهدا لتقويض استقرار المملكة ولو استعملت لذلك دروعا بشرية هربتها الحروب من بلاد الأصول وارتضت المغرب بلد وصول.

آخر الأخبار