عندما قررت الجزائر اللعب بالنار والزج بمضطهدين من "دارفور" في حربها مع المغرب وإسبانيا

الكاتب : الجريدة24

29 يونيو 2022 - 03:45
الخط :

عندما قررت الجزائر اللعب بالنار والزج بمضطهدين من "دارفور" في حربها مع المغرب وإسبانيا

سمير الحيفوفي

غيرت جحافل المهاجرين القادمين من إقليم "دارفور" في السودان الجنوبي، والذين تلقوا تدريبات في الجزائر بعد مرورهم بها واعتقالهم لأشهر من قبل العسكر، معالم العلاقة التي عمرت طويلا بين السلطات المغربية والمهاجرين من دول جنوب الصحراء، الذين لم يسبق لهم أن خاضوا الأحداث الدامية، التي طبعت فجر يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن إزهاق أرواح العديد من الراغبين في تجاوز الحدود الفاصلة بين المملكة وثغرها البحري المحتل.

وعلى مر السنين تحولت المملكة من أرض عبور نحو أوربا إلى بلد استقبال واستقرار لآلاف المهاجرين من جنوب الصحراء، فقد قرر أغلبهم الانصهار في المجتمع المغربي والاندماج فيها اجتماعيا واقتصاديا لحين تخلوا نهائيا عن فكرة السعي وراء الـ"إلدورادو الأوربي"، في مقابل قلة قليلة كانت تأوي إلى الغابات في مدينتي الناظور وتطوان المتاخمتين لمليلية وسبتة المحتلتين في انتظار أي بارقة أمل في الهجرة نحو أوربا عبرهما.

وبخلاف حالات شاذة لا يقاس عليها كانت تتم محاولات تجاوز الأسلاك الشائكة من قبل المهاجرين المتشبثين بآمال عبور المتوسط نحو القارة العجوز، لكن أن تتم هذه المحاولات كما جرى فجر الجمعة الماضي، بطريقة منظمة تزعمها مهاجرون قدموا من جنوب السودان، وعبروا ليبيا ومن ثمة الجزائر حيث تم تسخيرهم في أعمال البناء قبل أن يجري تسخيرهم بعد حلول الساعة صفر، لتنفيذ المهمة الأولى التي تكتسي أولوية قصوى لدى العسكر وهي تعكير صفو الأجواء بين المغرب وإسبانيا بعد مدة من التكهرب.

وفيما تعقد المملكتان المغربية والإسبانية العزم على تدبير قضية الهجرة بكل إيجابية من أجل احتواء تدفقات المهاجرين الأفارقة، فإن النظام الجزائري لم يكتف بسلبيته المقيتة، بل زاد عليها حشد من مروا من تراب الجارة الشرقية وإغداق أموال الجزائريين عليهم قبل إرسالهم مثل عناصر "كوماندو" للزج بالبلدين في متاهة تدبير مواجهات اندلعت، في الطرف المغربي والإسباني على حدة، مع مهاجرين بدا وكأنهم كانوا يستعدون لحرب شعواء، انتهت بخسائر بشرية وإصابات في صفوف القوات الأمنية المغربية.

وبمؤامرتها الدنيئة التي تهم تشويه سمعة المغرب وإسبانيا، تكون الجزائر قد أذنت على لعبها بالنار في قضية شائكة، لم يراعي فيها الـ"كابرانات" غير تحقيق مآربهم المتمثلة في الانتقام من المغرب العدو الأزلي وإسبانيا التي لطمتهم بعدما استوعبت جدوى الانحياز للمغرب وطي صفحة الخلاف بين البلدين عبر الاعتراف بمقترح الحكم الذاتي حلا وحيدا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وليس ما سبق مجرد ادعاءات أو تعليق للخيبات على مشجب الـ"كابرانات" ولكنها بعض مما رشح من استنطاقات أجرتها السلطات الإسبانية مع مهاجرين استطاعوا تجاوز الأسلاك الشائكة لمليلية المحتلة قبل أن تتلقفهم أيادي الأمنيين الإسبان الذين بهتوا مما سمعوه من إفادات كشفت عن أي نزع من شياطين الإنس الذين يحكمون الجزائر ويتاجرون بإنسانية الأفارقة الذين غادروا بلدانهم اضطرارا نحو الأفضل فوق الأرض فلقوا مصرعم ووريث جثامينهم تحتها.

آخر الأخبار