مصطفى سلمة: أبنائي انتقلوا من ظلمة تندوف إلى نور العيون.. ولا مقارنة مع وجود الفارق

الكاتب : الجريدة24

13 يوليو 2022 - 03:00
الخط :

مصطفى سلمة: أبنائي انتقلوا من ظلمة تندوف إلى نور العيون.. ولا مقارنة مع وجود الفارق

هشام رماح

بينما أعلن القيادي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، القائد السابق لجهاز ما يسمى بشرطة جبهة "بوليساريو" والمعتقل سابقا لديها، دخول أبناءه لمدينة العيون لأول مرة، حاورته الزميلة "Media 24" وهو المنفي في موريتانيا، منذ 10 سنوات.

وتعميما للفائدة هذه ترجمة الحوار نقلا عن الزميلة "Media 24" بتصرف.

كيف استطاعت زوجتك وأبناؤك مغادرة مخيمات العار في تندوف؟

بداية، يلزم التأكيد على أن كل قاطني مخيم تندوف ممنوعون من حقهم في تسجيل أنفسهم كلاجئين لدى المفوضية السامية للاجئين، ولدى مصالح الهجرة الجزائرية بوصفهم مقيمين أجانب.

وخلافا للمنطق، فإن "بوليساريو"، تصر على اعتبارهم، قسرا، مواطنين فيما تطلق عليه "الجمهورية العربية الصحراوية"، والتي لا تحظى بأي اعتراف من قبل هيئة الأمم المتحدة، ولكنها مدعومة من الجزائر.

وفيما تعجز المنظمات الدولية عن التدخل لغوث المحتجزين بسبب ذلك وبسبب تضليل "بوليساريو" والجزائر في هذا الصدد، تنتفي أية وسيلة لمغادرة المخيمات والعودة إلى المغرب، التي تعتبرها "بوليساريو" خيانة عظمى، وهو ما يصعب من الرجوع إلى أرض المملكة دون سلك طرق ملتوية، وبالطبع في غفلة من عناصر "بوليساريو".

س: هل كان صعبا التحاقهم بأرض المغرب، وكم استغرق ذلك من الوقت؟

ج: بفضل دعم السلطات المغربية، لم تتسم العملية بالصعوبة ولم تستغرق وقتا طويلا.

س: منذ متى وهم محتجزون في مخيمات تندوف؟

ج: منذ عقود، علما أن ابني البكر رأى النور في يوليوز 1998، وابنتي في غشت 2010.

س: ماهي انطباعاتهم الأولى بعد حلولهم بالمغرب؟

ج: لقد جاؤوا من مخيمات يكتنفها اللون الرمادي إلى مدينة العيون المفعمة بالألوان والوضاءة بتصميم حضري وبنيات تحتية لم يسبق لهم العهد بها في تندوف، وهو ما جعل السعادة تغمرهم بشكل غير مسبوق.

س: كيف وجدوا المدينة التي نشأت فيها مقارنة مع تندوف؟

ج: لا مقارنة مع وجود الفارق، ولو لم يكونوا بارين بوالدهم، لآخذوني وعاتبوني على البيئة القميئة التي فرضت عليهم في تندوف، بينما أرض والدهم تمنح كل مقومات العيش الكريم.

س: ما هي مستجدات تندوف، وما هي تفاصيل الحياة اليومية في المخيمات؟

ج: بدون مبالغة، أجدها كارثية بما في الكلمة من معنى، ولتقتنعوا بذلك يلزم الرجوع للحوادث الأخيرة التي شهدتها مخيمات العار، حيث جرى اعتقال واختطاف الشباب ممن انتابهم الغضب، وهو ما يحيل على درجة الفوضى واللا أمن التي تغشى المخيمات.

أما بخصوص مستوى العيش، يجدر بي التذكير بأنه 17 من المحتجزين حوكموا مؤخرا بسنتين حبسا نافذا وغرامات، بدعوى أنهم كانوا ينقلون بضع لترات من زيت المائدة دون ترخيص من "بوليساريو".

س: هل تحذو أبناءك الرغبة في الاستقرار بشكل دائم في مدينة العيون؟

ج: لقد خاطبت ابني ممازحا "هنيئا لك بالعودة إلى بلدك"، وقد رد علي قائلا "يجدر القول أني عدت إلى وطني".

وبالفعل، فإن ما اكتشفوه لا يقارن بما عايشوه هناك في تندوف، ولا خلاف بأنهم لن يغيروا اليوم، ما هو أفضل لهم بما هو أسوأ.

س: بعيدا عن خبر عودة الأبناء السعيد، هل تظن أن باقي محتجزي تندوف يرغبون بدورهم في العودة إلى وطنهم الأم؟

ج: بلى، فأغلبية المرحلين من الساقية الحمراء ووادي الذهب يحلمون بالرجوع إلى أرضهم، بينما الآخرون يهادنون ويمنون النفس بالانتصار من أجل تحقيق مطامعهم في المنطقة.

وإذ أن طريق العودة ليست مفروشة بالورود، حيث تعترضها العديد من العراقيل النفسية أو الدعائية أو المرتبطة بالعائلة، أو المتعلقة بمصالح خاصة فإن الغالبية الساحقة تمني النفس بالعودة وستعمل على ذلك متى سنحت لها الفرصة بذلك.

س: من جهتك، لماذا لم تعد بعد إلى أرض أجدادك؟

ج: لا شيء يمنعني من العودة إلى المغرب، إذا ما توقف ذلك على الحصول على وثيقة تمكنني من السفر.

إننا نتمنى أن تحل مسألة الوثائق قريبا، بعد إعلان الحكومة الموريتانية عن تقديمها مشروع قانون يروم تسوية وضعية اللاجئين إلى البرلمان.

س: ما هو تقييمكم لتطورات الأوضاع، خاصة منذ قطع العلاقات المغربية الجزائرية؟

ج: إن الوضع في المنطقة لا يبعث على التفاؤل بسبب التصعيد الجزائري، إذ يظل المشكل الأكبر لدى الجزائر أنها لا تتقبل أن يكون المغرب أفضل منها في مختلف المجالات.

س: ما هو تعلقيكم على زيارة "استيفان دي ميستورا" المبعوث الأممي إلى الرباط؟

ج: إن التكتم الذي رافق الزيارة، والخلط الذي رافق الإعلان عن برنامج الزيارة من قبل مكتب الأمين العام،يعكسون الانطباع بان الأمور ليست كما يرام مع مختلف الأطراف المعنية.

ووفق رأيي، فإن تشبث المغرب بسيادته على الصحراء المغربية، وعدم قبوله أي تنازلات في هذا الشأن، كما أكد على ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، قد خلف مفاجأة لدى المبعوث الأممي الذي يلزمه إعادة تنظيم خططه، وبالتالي تعديل أجندة زيارته.

وبالنظر إلى تصلب الأطراف المعنية، مثل إعلان "بوليساريو" الحرب على المغرب في 13 نونبر 2020، ومطالبة الجزائر بالعودة للعملية التي ظلت بلا جدوى خلال الثلاثة عقود الأخيرة، أعتقد أنه لا شيء مأمول في هذا الصدد على المدى القريب.

س: هل تعتقد أن النزاع الذي دام لـ46 سنة، سيحل في الغد المنظور؟

ج: على الأقل، إذ لم يطرأ تغيير جذري في المنطقة، فإني لا أظن ذلك.

 

آخر الأخبار