بسبب رسائل "الواتساب"...زوج ينهي حياة زوجته أمام الملأ

أمينة المستاري

لم يكن "محمد" الجندي الخمسيني، يظن أن الشك سيحوله إلى مجرم، ويقوده إلى القضبان، وتصفية زوجته أمام الملأ بالمحطة الطرقية بإنزكان.

عمل محمد ( 51 سنة) جنديا في صفوف القوات المسلحة الملكية، تزوج بفتيحة ورزق منها بأربعة أطفال، لم يدر بخلده أن ينتهي به الأمر قاتلا وينهي زواجه بجريمة، فقد كان يحب زوجته ويعشقها ويحاول توفير متطلباتها ومتطلبات أطفاله.

اعتقد أن الوقت مناسب للاعتناء بأطفاله وبزوجته، فبحث عن عمل يرفع من مدخوله إضافة إلى تقاعده. تغيرت تصرفات زوجته، وبدأ يلاحظ حرص زوجته على عدم ترك هاتفها على مقربة منه، وبمجرد ما تصلها رسالة قصيرة تهرع إلى الهاتف.

تصرف تكرر مرات عديدة مما أثار انتباه محمد، وبعد أن راقبها مرارا قرر أن يقوم بالتجسس لمعرفة سبب حرص زوجته على إخفاء هاتفها، فاغتنم فرصة دخولها الحمام لقراءة الرسائل...كانت الصدمة قوية بمثابة خنجر غرس في قلبه، قرأ بعض الرسائل النصية ولم يصدق نفسه، كانت عبارات التغزل واضحة، مما دفعه لاقتناء رقم هاتفي آخر واتصل بأصحاب الرسائل.

لم تكن الأرقام لأحد أفراد عائلتها، مما جعله يدخل في دوامة من الشك القاتل وهو الذي عشق زوجته الشابة ولم يفكر يوما في أن يتعرض للخيانة أو الغدر. كان يسألها مرارا عن مصدر الرسائل، فكانت تنفي وتؤكد عدم معرفتها بهم، مما خلق بينهما فجوة ودخل الزوجان في شجارات يومية.

قرر محمد أن يغير محل سكنه، وانتقل من القليعة إلى آيت ملول لإبعاد زوجته عن محيطها ومحاولة إنقاذ زواجه وهو الأب لأربعة أطفال في حاجة إلى الرعاية، لكنه رغم ذلك كان يجد نفس الرسائل فعزم على الانتقال إلى إنزكان والسكن غير بعيد عن منزل والديه، واستمر الحال عل ما هو عليه.

أمام إنكار الزوجة المستمر واستمرار توصلها برسائل "الواتساب"، قرر محمد الطلاق والاحتفاظ بأطفاله، ولجأت الزوجة إلى أسرتها، فيما توالت الجلسات بابتدائية إنزكان ولم يتبقى سوى الجلسة الأخير للنطق بالحكم.

في ذلك اليوم المشؤوم، من شهر دجنبر 2016، كانت قد مضت أربعة أشهر على انتقال الزوجة إلى بيت أسرتها بمعية أطفالها، اتصل محمد بزوجته "فتيحة" وطلب منها ملاقاته بالمحطة الطرقية بإنزكان حتى يسلمها مفتاحا.

التقى الزوجان بالمكان المحدد، تبادلا التحية وتبادلا بعض الكلمات تحولت إلى عتاب فنقاش فشجار، وارتفع صوت الزوجة والتأم رواد المحطة لمعرفة ما يجري، فلم يكن من الزوج سوى توجيه لكمات وركلات للضحية قبل أن يستل سكينا ويوجهه إلى صدرها، ليصيبها على مستوى القلب.

سقطت فتيحة على الأرض وهي ترتدي ملابس عصرية، تحولت إلى لون أحمر بعد أن تدرج بالدماء، ووقف محمد جامدا أمامها، ليتصل بعض المواطنين بالإسعاف، لكن وصولها كان متأخرا فلم تكد تصل فتيحة إلى باب المستشفى الإقليمي بإنزكان حتى أسلمت روحها