"فوربيدن ستوريز" والأراضي السلالية بالمغرب.. سوء الفهم الكبير لدى أعداء المملكة

الكاتب : الجريدة24

20 سبتمبر 2022 - 11:30
الخط :

سمير الحيفوفي

بعدما ضيق المغرب الخناق على "فوربيدن ستوريز" وحشره صاغرا في الزاوية، يبحث هذا "التحالف" الإعلامي عن مخرج له في حملته الممنهجة ضد المملكة عبر إثارة موضوع الأراضي السلالية، وقد روج عبر إعلان له أنه يستكمل بحثا في شأنها واصفا إياها بـ"الطابو" المندرج ضمن المحرمات، وكأن في الأمر ما يدعو للفخر من لدن وسائل إعلامية نذرت نفسها لمهاجمة المغرب.

وكعادتهم في حربهم القذرة ضد المغرب، جانب أعضاء "فوربيدن ستوريز" الصواب، في التطرق لموضوع يتحدث به القاصي والداني في كل ربوع المغرب دون وجل أو خجل. لماذا؟ لأن الأراضي السلالية هي وقبل كل شيء، محط اهتمام ملكي بالغ تجسد بالملموس، خلال رسالة سامية وجهها الملك محمد السادس، في 8 دجنبر 2015، إلى المشاركين في أشغال المناظرة الوطنية حول موضوع "السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، بخصوص تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري مجانا.

كذلك، سبق للسدة العالية، أن دعت أمام أعضاء غرفتي البرلمان في 12 أكتوبر 2018، خلال افتتاح الدورة التشريعية الأولى للسنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، إلى تعبئة مساحة 1 مليون هكتارا إضافية من الأراضي السلالية البورية من أجل إنجاز مشاريع استثمارية فلاحية، فضلا عن تمليك ذوي الحقوق للأراضي السلالية على غرار عملية التمليك المباشرة في الأراضي الواقعة داخل دوائر الري.

إذن فما الذي دهى "فوربيدن ستوريز" إلى مناقشة موضوع الأراضي السلالية ووصف الحديث حولها بالمحظور؟ إن لم يكن الافتراء والكذب على بلد قوَّض كل مشاريع الكراهية، التي صاغتها 17 وسيلة إعلامية محسوبة في الأغلب على الإعلام الفرنسي، من أجل تصفية الحسابات مع بلد وقف لهذا الائتلاف بالمرصاد في مناسبات عديدة وطرحه على الأرض مثخنا بسهام الحقيقة التي يقدمها أمام العلن في مواجهة الأكاذيب التي ينسجونها في الخفاء.

الأكيد أنه في المغرب ليس هناك ما يحول دون الحديث عن الأراضي السلالية وهي بالمناسبة إما واقعة في مناطق الري أو بورية، وتنقسم لثلاثة أصناف فهناك الفلاحية والغابوية والرعوية، بل بالعكس في المغرب هناك نقاش مجتمعي صحي يروم الاستفادة من هذا الثروة الوطنية عبر تمليك المسقية وكذا البورية لذوي الحقوق وفتحها أمام رساميل الاستثمار حتى تكون رافعة كفيلة بتحقيق نهضة في المجال القروي تنبثق بموجبها طبقة فلاحية وسطى، قادرة على تحسين ظروف عيشها وتتملك مقومات الاندماج الفعال والبناء في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب.

ويبدو أن "فوربيدن ستوريز"، التي تقتات من عطايا "منظمة بيرثا" (Bertha Foundation)، أخطأت العنوان حينما حشرت أنفها في موضوع الأراضي السلالية التي تبلغ مساحتها الإجمالية في المملكة 15 مليون هكتارا وتهم 10 جهات من مجموع جهات المغرب البالغ عددها 12 جهة، كما تشرف عليها مديرية الشؤون القروية التابعة لوزارة الداخلية بشراكات متعددة أبرزها "وكالة حساب الألفية الثالثة" (Millenium Chalenge Corporation )، الأمريكية.

وها هنا يلزم تذكير "فوربيدن ستوريز" أن "إيفانكا ترامب"، نجلة ومستشارة "دونالد ترامب" الرئيس الأمريكي السابق، سبق لها وأشرفت بنفسها، في نونبر 2019، بإقليم سيدي قاسم في الغرب، على إطلاق حملة لمواكبة عملية تمليك الأراضي السلالية، في إطار "مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة" العالمية التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة، وقد اطلعت ومرافقيها على استفادة مجموعة من النساء السلاليات من عملية تمليك أراضي الجموع، وهو المشروع الذي جاء تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، والذي يعد ضمن أولويات مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة الرامية إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء بالمغرب.

إذن "فوربيدن ستوريز" ائتلاف الشر، يحاول اللعب على موضوع شائع الكلام عنه في المغرب، ولا حرج في ذلك، لكن ألاعيبها المقيتة تحاول تصوير خلاف هذا الحاصل، في تنزيل سافر لمرامي "منظمة بيرثا" التي هي، أيضا، واحدة من أهم داعمي ميليشيات "بوليساريو" بما يجعلها داعمة للإرهاب الإعلامي عبر الائتلاف الهجين وكذا الإرهاب التقليدي القائم على التقتيل والاحتجاز والتنكيل من خلال دعم انفصاليين يحتجزون ضحايا صحراويين في مخيمات العار القائمة في الأراضي الجزائرية.

آخر الأخبار