"فوربيدن ستوريز" تجتر موضوعا مستهلكا لاستثارة "الجمهور" واسترضاء الدولة الفرنسية العميقة

الكاتب : الجريدة24

20 سبتمبر 2022 - 11:00
الخط :

هشام رماح

استنزف ائتلاف "فوربيدن ستوريز" كل ذخيرته وهو يحارب المغرب خلسة وعلانية، فما كان منه إلا أن قرر مثل ديك مذبوح يتخبط من حر الموس الماضية التي زجت بها المملكة عنقه، (قرر) أن يجتر موضوعا مستهلكا يتعلق بالأراضي السلالية في المغرب، والإعلان عنه بوصفه تحقيقا مسندا إلى "صحفي" زمانه عمر الراضي، الذي يقبع في غياهب السجن بعدما أودت به شبقيته ونرجسيته إليه في انتظار استكمال محاكمته بتهمة التجسس والتخابر لصالح جهات معادية.

وإذ تكالبت أضلع "فوربيدن ستوريز" على المغرب فإن وسائل إعلام فرنسية مثل "فرانس 24" وبلجيكية مثل صحيفة "لوسوار" هللت لهذه البدعة التي ابتدعها الائتلاف بإيعاز من خونة الداخل وبتمويل من "منظمة بيرثا" (Bertha Foundation)، ظنا من هذه الأضلع أن في ذلك ما قد يثير حفيظة المغاربة ويجعلون المغرب في حيص بيص من أمره، والحال أن الامر يتعلق بقصة لا هي بالمخبوءة ولا هي بالمحرمة.

فما هي هذه القصة التي صعوا رؤوسنا بها؟ لقد نشر ائتلاف "فوربيدن ستوريز" بدعة أطلقت عليها تحقيقا صحفيا، وقد استرعى من خلال الإعلان عنه اهتمام الضباع من خونة الداخل والخارج، من أجل التهافت على نهش ما يستطيعونه بتدوير هذه البدعة، بدعوى أنها تتمة لما بدأه عمر الراضي، المدان في المرحلة الاستئنافية بست سنوات سجنا نافذا من أجل الاغتصاب وثم التخابر بغرض المساس بالمصالح الدبلوماسية للمغرب، في قضية مازالت معروضة على محكمة النقض بالرباط.

وتتناول البدعة التي روج لها الائتلاف قصة مستهلكة تتعلق بتخصيص وعاء عقاري من الأراضي السلالية المستغلة من طرف جماعة أولاد سبيطة بين مدينتي سلا والقنيطرة لإقامة مشاريع عقارية تابعة لشركة الضحى، وهو المشروع الذي جاء في إطار برنامج تهيئة شاطئ الأمم (La plage des Nations)، الأمر الذي تلقفته الصحافة الفرنسية والبلجيكية وأطلقت أيادي كتَبَتها ليسبحوا في كل الاتجاهات محاولين استثارة "الجمهور" عبر تتبيله بإقحام المحيط الملكي في هذه القضية، طمعا في تحقيق مآرب معروفة.

ولكن إن كانت أموال ممولي "فوربيدن ستوريز" وداعميها في الدولة العميقة هناك في فرنسا تحرم عليه التطرق إلى كل النقاط الساطعة في النموذج المغربي، فإن موضوع الأراضي السلالية، ومن ضمنها الوعاء العقاري المثار، يعد موضوعا مستهلكا ومتجاوزا تحقق إجماع وطني على معالجته وفق الشرائع والقوانين التي تضمن لذوي الحقوق حقوقهم عبر تمليكهم الأراضي التي كانوا يتقاسمون استغلالها بضمير الجماعة.

وبدا جليا تحامل "فوربيدن ستوريز" على المغرب وحياده عن جادة صاحبة الجلالة، فهل كان دافع وسائل الإعلام المشكلة له إثارة الموضوع من أجل الإخبار والإفهام وتكوين الرأي العام كما يرام من وراء الصحافة؟ أم أن في ذلك تحضير لعصائر الأحقاد والضغائن التي يكنها الائتلاف للمغرب الذي لم يقف مكتوف الأيدي في مناسبات عديدة أمام أباطيل هذا الإعلام الأفاق علمه أنه نيء مستحيل بلعه أو هضمه مثل البقية؟

ولا غرو أن "فوربيدن ستوريز" أخطأ العنوان مرارا وهو يمني النفس بترضية الدولة العميقة في فرنسا الراغبة في معاقبة المغرب نظير تحرره من قيودها وكسره النير الذي لا يزال يغل دول الجوار التي يرون فيها الـ"ماما" التي تغضبهم ويسترضونها لئلا تزيد من غضبها عليهم، بخلاف المملكة التي ضربت بعرض الحائط كل مساعي هذه الـ"فرنسا" لفرض الوصاية عليها كما تفرضها على القاصرين من الحكام في جارة السوء وولايتها المتخامة لها التي ألحقت بها مؤخرا، نكاية في المغرب، لا غير.

آخر الأخبار